" نشأة الفلسفة "
تعني كلمة "فيلوصوفيا" في اللغة اليونانية، حب الحكمة؛ حيث يعد العالم والفيلسوف اليوناني فيثاغورس، أول من أطلق هذه التسمية، على كل شخص يشتغل في الحكمة، كما عرف فيثاغورس الفلاسفة، بأنهم الأشخاص الذين يبحثون عن الحقيقة، ويبتغون الوصول إليها، من خلال التأمل، وباختصار فالفلسفة تعني، دراسة كل المسائل والقضايا، التي تتناول الوجود، والأخلاق، والعقل، والمعرفة ... إلخ وهي مبنية على مجموعة من التساؤلات والإشكاليات، كما أن الفلسفة، تعتمد في بحثها، على العقل، والمنطق، في اثبات صحة القضايا، إن الفلسفة ترتبط بجميع مناحي الحياة، وهي مادة متشعبة وواسعة، لا حدود لها .
الإشكاليات الأساسية
ما العلاقة بين الفلسفة و الأسطورة؟ وكيف يمكن من خلال تحديد طبيعة هذه العلاقة، أن نتعرف على نشأة الفلسفة وبداية فعل التفلسف؟ وهل الفلسفة نشأة في جغرافية يونانية الأصل، أم أنها حصيلة لتجارب وتراكمات معرفية تطورت مع الزمن ؟
ما هي أبرز محطات تطور الفكر الفلسفي ؟ وماهي الخصائص المميزة لكل محطة من هذه المحطات ؟
تعود البدايات الأولى، لنشأة الفلسفة، في بلاد اليونان، وبالضبط في جزيرة أيونة، مع الحكماء السبع، وكان ذلك في حدود القرن السادس قبل الميلاد .
العوامل الأساسية لنشأة الفلسفة
ارتبط ظهور الفلسفة؛ بمجموعة من العوامل والأسباب، التي ساهمت في بروزها، ونذكر من بينها ما يلي :
العوامل السياسية : ساهم المناخ السياسي، في ظهور الفكر الفلسفي، وذلك من خلال اتاحة فرصة؛ للحرية، والتعبير عن الآراء والأفكار، كما أن ظهور المدينة، عزز من اتاحة فرصة النقاش، والجدال الفكري .
العوامل الثقافية
اللغة : لقد ساهمت اللغة اليونانية، في طرح العديد من الأسئلة الفلسفية الجديدة، ومنها سؤال أصل الكون والعالم؛ بحيث لم تكن اللغة داخل الثقافة الأسطورية، تسمح بطرح مثل هذه الأسئلة .
عجز الأسطورة
لقد عجز الإنسان، من خلال اعتماده على الأسطورة، أن يعطي تفسيرات منطقية للعالم، بحيث اتجه للفلسفة، لسد هذا النقص، ولنقد الأسطورة وتجاوزها .
الثرات الشرقي
لقد ساهم التلاقح الحضاري والفكري، دورا هاما في بزوغ الفكر الفلسفي؛ حيث استفاد اليونانين من ثرات الحضارات والأمم السابقة .
الفلسفة و الأسطورة
إذا كانت علاقة الفلسفة بالأسطورة، علاقة اتصال، فمعنى ذلك أن الفلسفة، ليست سوى حلقة من حلقات تطور الفكر عبر التاريخ، شأنها في ذلك، شأن الفكر الأسطوري، أما إذا كانت علاقة الفلسفة بالأسطورة، علاقة انفصال، فلا يسعنا ذلك، إلا أن نقول بأن الفلسفة، حدث يوناني، ارتبط ببلاد اليونان، كفكر ونمط جديد، وعلى كل حال، يمكننا في سياق الحديث عن علاقة الفلسفة بالأسطورة، أن نطرح التساؤل التالي :
كيف تتحدد علاقة الفلسفة بالأسطورة ؟ هل باعتبارها علاقة اتصال أم انفصال ؟ وكيف يمكن أن يساهم تحديد طبيعة هذه العلاقة، في ابراز نشأة الفلسفة، وبيان ميلادها ؟
" تحليل نص جون بيير فرنان "
التعريف بصاحب النص
جون بيير فرنان، ولد في 4 يناير 1914 وتوفي في 9 يناير 2007 هو فيلسوف، وأحد أبرز المقاومين اليساريين، ضد النازية، يعود له الفضل، في إحياء الثرات اليوناني، من خلال العديد من الأبحاث والدراسات، التي قام بها، من أهم مؤلفاته : " أصول الفكر اليوناني " الكون و الله و الإنسان" " حيل الذكاء" .
المفاهيم الأساسية
الأسطورة : تمثل الأسطورة تلك الخرافات الشعبية، التي تُمثل فيها قوى الطبيعة، في صور كائنات شخصية، والتي يكون لأفعالها أو مغامراتها معنى رمزي .
الأنطولوجيا : هي علم الوجود، أو المبحث؛ الذي يهتم بدراسة الوجود ، و كل ما يتعلق بإشكالاته.
الإستدلال : خطاب منطقي، يعتمده الفيلسوف لإثبات صحة قضية ما .
الحجاج : هو خطاب يُبنى على مقدمات ومسلمات، غايته التأثير في المتلقي؛ لأجل اقناعه بفكرة ما .
البرهان: خطاب يبنى على مقدمات يقينية، يفيد الصدق .
الإشكالية
كيف يمكن القول بأن ميلاد الفلسفة في اليونان شكل قطيعة مع الفكر الأسطوري ؟
الأطروحة
يذهب جون بيير فرنان، إلى وضع تقابل، بين الميثوس واللوغوس؛ ليستخلص بأن الفلسفة هي فعل يوناني النشأة، جاء كنتيجة لتوافر مجموعة من الشروط والعوامل، والتي منها القطع مع الميثوس ( الأسطورة ) وتجاوز ماينبني عليه من حكي وسرد خيالي .
إن الإنتقال من التقليد الشفهي، إلى الكتابة شكل منعرج مهم، في تبلور مفهوم الفلسفة وبروزها كنمط فكري جديد، ينبني على العقل والمنطق في دراسة المواضيع وتحليلها .
لقد اكتملت الفلسفة من خلال ظهور المدينة/ الدولة واعتماد النظام الديمقراطي، بدل النظام الديكتاتوري.
من فعل النشأة إلى فعل التفلسف
" تحليل نص فريدريك نيتشه "
التعريف بصاحب النص
فريدريك نيتشه (15 أكتوبر 1844 - 25 أغسطس 1900) فيلسوف ألماني، ناقد ثقافي، شاعر وملحن ولغوي وباحث في اللاتينية واليونانية، يعد من فلاسفة ما بعد الحداثة . اهتم بأصل الأخلاق والقيم، من مؤلفاته : " إرادة القوة " " جينيالوجيا الأخلاق "
المفاهيم الأساسية
الأصل: هو المصدر والأساس، الذي تتكون منه كل الأشياء .
الفرضية : فكرة يفترضها العالم؛ لكي يفسر بها حوادث الطبيعة .
الحدس: معرفة يقينية ومباشرة، لا نحتاج فيها لأي وسائط خارجية .
المبدأ : هو الأساس الذي يكمن وراء ظواهر الأشياء.
الإشكالية
كيف شكل البحث في أصل العالم، من خلال مسلمة أن الماء أصل كل الأشياء، البداية الحقيقية لفعل التفلسف ؟
الأطروحة
يرى نيتشه أن بداية فعل التفلسف، ناجم عن تبني فكرة، ومسلمة أن الماء هو أصل جميع الأشياء، ذلك لأن مثل هذا الفكر، والنمط الجديد في التفكير، قد شكل قطيعة مع التفكير الأسطوري، من حيث التفسير، ومن حيث إرجاع الشيء المتعدد، إلى أصل ومبدأ واحد، وهذا ما يجعل من طاليس حسب نيتشه، أول فيلسوف يوناني .


إرسال تعليق