الإجتماع تعاقد إرادي
التَّعريف بصاحب النص .
توماس هوبز فيلسوف وعالم رياضيات، يُعد من أكبر فلاسفة القرن السابع عشر بإنجلترا وأكثرهم شهرة، اهتم هوبز بالقانون، والفلسفة، والأخلاق، والتاريخ، كما ساهم أيضا في بلورة مجموعة من الأطروحات على المستوى السياسي والحقوقي .
من أهم أعماله نذكر : " الطَّاغوت " .
الإشكالية .
كيف انتقل الإنسان من حالة الطبيعة إلى حالة المجتمع والمدنية ؟ وهل الإجتماع البشري طبيعي أم تعاقدي ؟
الأطروحة .
يتأسس الإجتماع البشري عند هوبز على التعاقد الإرادي، حيث كان الناس في الطبيعة يميلون إلى السيطرة على بعضهم البعض، مما ترتب عن ذلك من فوضى وصراع وحروب .
ولتجاوز هذه الحالة فقد فكر الأفراد في تأسيس مجتمعات، يسود فيها العدل والقانون، مقابل تنازل كل فرد منهم على قسم من حريته وأهوائه الطبيعية، وذلك لفائدة حاكم، وشخص واحد، والذي ستصبح مهمته هي السهر على تطبيق القانون، وتحقيق أمان الأفراد واستقرارهم .
مفاهيم أساسية .
حالة الطبيعة : تتميز هذه الحالة بوجود حريات مطلقة للأفراد .
حرب الكل ضد الكل : وتعني بأن الغرائز والأهواء الطبيعية، هي التي تسيطر على تصرفات الإنسان، فالإنسان بطبيعته يميل إلى الشر، وإلى إلحاق الضرر بالآخرين .
حالة المجتمع : تميزت هذه الحالة بحلول العقل مكان الشهوة والغريزة، حيث أصبح الناس خلالها خاضعين لمبادىء القوانين والتشريعات المنظمة .
الطبيعة الإنسانية: يعتقد هوبز بأن الناس مولوعون بالحرية، وذلك يعني بأن الحرية خاصية فطرية يتميز بها الإنسان، كما يرى هوبز بأن الطبيعة الإنسانية شريرة بطبعها، وبأن الإنسان ذئب لأخيه الإنسان .
البنية المفاهيمية .
العلاقة بين الإجتماع والتعاقد .
يتأسس المجتمع حسب هوبز، من خلال التعاقد الإرادي بين الأفراد، والذي يتجسد من خلال تنازل الأفراد عن حقوقهم الطبيعية، لصالح الرجل الذي اختاروه لتنظيم شؤونهم .
العلاقة بين الأفراد والسلطة الحاكمة .
عندما يدخل الأفراد في المجتمع، يتنازلون تلقائيا عن حقوقهم وحرياتهم الطبيعية لصالح السلطة العليا التي تحكمهم، ولذلك فالإرادات الفردية ستذوب وتتوحد في إرادة عامة، يمثلها الشخص الحاكم، الذي سيعمل على تنظيم شؤون الناس، وتشريع قوانينَ منظمة لحياتهم .
خلاصة .
الإنسان بطبعه شرير، ويميل بشكل طبيعي إلى حب الهيمنة والسيطرة على من هو أضعف منه، هكذا يعرف توماس هوبز الإنسان، ويُضيف قائلا : الإنسان ذئب لأخيه الإنسان .
حينما كانَ الإنسان يعيش في حالة الطبيعة، كان يتمتع بجميع حقوقه الطبيعية، وكان يتخذ من حريته المطلقة، وسيلة للقيام بأي شيءٍ يبتغيه في الحياة، يظلم، يتعدى، ويحاربُ الآخر، إنه شخص أنانيٌ لأقصى الحدود، هذا الوضع المأساوي الذي أصبح يعيش فيه الإنسان، والذي لم يعد يضمن فيه أمنه وبقائه، دفعه إلى انشاء تجمعات انسانية، بُغية إقامة مجتمع عادل، يحلُ فيه العقل محل الشهوة والغريزة، وتم هذا الإنتقال، أي الإنتقال من حالة الطبيعة إلى حالة المجتمع، من خلال تنازل الأفراد عن جزء من حرياتهم وأهوائهم الطبيعية، لصالح شخص واحد، وسلطة عليا، تمثل إرادات الأفراد، وغاياتهم في تأسيس مجتمع انساني، يضمن أمنهم واستقرارهم الإجتماعي .
إرسال تعليق