U3F1ZWV6ZTEyMzQ0NzU2Nzk1NjMyX0ZyZWU3Nzg4MTQwMDQ4MjU1

الشخص والهوية " شرح مبسط للغاية "


          " الشخص والهوية "  



المفاهيم الأساسية 


الشخص : يدل مفهوم الشخص على الذات الإنسانية بما تتميز به من وعي وفكر  والشخص ليس بموضوع أو شيىء من الأشياء إنه ذات حرة ومسؤولة . 


الهوية : تدل على تطابق الذات مع ذاتها فالشخص يبقى هو هو في تطابق ووحدة مع ذاته رغم اختلاف الظروف والأحداث التي تطرأ عليه .



الهو : هو منبع وأصل الدوافع الفطرية والغريزية المكبوتة في منطقة اللاشعور . 

 

الأنا الأعلى : مجموع القيم والمثل الأخلاقية العليا التي يكتسبها الفرد من المجتمع والتي تفرض عليه رقابة نفسية وضغط .



الإشكالية


 على أي أساس تقوم هوية الشخص ؟



تصور ديكارت


تتحدد هوية الشخص عند ديكارت، من خلال الفكر، وذلك لأنه يشكل الشيء الوحيد، الذي لايقبل الشك، إن تصور ديكارت حول هوية الشخص، يتأسس من خلال منهجه الشكي، فقد شك ديكارت في الحواس، واعتبرها بأنها تخدعنا، أما الشيء الذي لايقبل الشك عند ديكارت. فهو الشك نفسه، فأنا حينما أشك، أدرك أنني أفكر، وحينما أفكر، أثبت وجودي، يقول ديكارت :  أنا أفكر إذن أنا موجود . من خلال أفعال العقل الخالصة، كالشك، والفهم، والتخيل، والتصور، أثبت هويتي الشخصية باعتبارها أفعال لا تنفصل عن هويتي، فالإنسان يوجد مدام يستطيع أن يفكر، فإذا انقطع عن التفكير، انقطع عن الوجود .



تصور جون لوك


يرى جون لوك، أن هوية الشخص، تتحدد من خلال معطيات التجربة الحسية، و هذا ما نجده في كتابه محاولة فلسفية في الفهم البشري، حيث يذهب لوك إلى تعريف الشخص؛ بكونه ذات مفكرة، غير أن الفكر بالنسبة له، لا ينفصل عن الإحساس، إن العقل عند جون لوك صفحة بيضاء، ووحدها التجارب والخبرات، والأفكار، التي يكونها الإنسان من خلال التجربة، والإدراك الحسي،  من تملأ هذه الصفحة، يقول جون لوك : إنني حين أدرك شيئا ماديا لا أدركه مباشرة ـ بواسطة العقل ـ بل أدركه بطريقة غير مباشرة، أي عن طريق أفكاري عنه، هذه الأفكار هي ما أدركه مباشرة، ويعني ذلك أن المعرفة تحصل للعقل، من خلال تجاربنا الحسية، مما يعني بأن هوية الشخص، لا تتحدد كما يرى ديكارت من خلال العقل؛ فالعقل مجرد صفحة بيضاء، خالية من أي أفكار فطرية، بل هوية الشخص تكمن في التجربة، والإدراك الحسي .



تصور شوبنهار


يؤكد شوبنهاور في كتابه: العالم كإرادة و تمثل،  أن  الإرادة وحدها، من تشكل هوية الشخص، وذلك لأنها تشكل طبعا ثابتا لا يتغير، عكس الجسم، الذي يتجدد ويتغير باستمرار، لايمكن أن تتحدد هوية الشخص، من خلال الشعور والتجارب الحسية، لأنها معطيات تتغير، بفعل الزمن، أما الإرادة، فلا تتغير، كونها خاضعة للزمان، وهو مايفسر تصرف الشخص في هوية وتطابق دائم مع ذاته . إن الإرادة بالنسبة لشوبنهاور، هي المعطى الأساسي لتحديد هوية الشخص .



تصور جول لاشوليي


يعتبر جول لاشوليي، أن الهوية الشخصية، لا تُعطى بشكل أولي أصيل في شعورنا ، بل هي بنية نفسية متكاملة، ومتصلة بالمزاج وبالذاكرة. كل  الأشياء التي تضاف  إلى الذاكرة، تحدد  طبيعة ردود أفعالنا، اتجاه مختلف الحالات النفسية التي نمر منها  . وكلما ربط الإنسان حياته بذكرياته السابقة، تولد فيه شعور، بأنه وحدة نفسية مطابقة لذاتها . من خلال تصور جول لاشوليي يتبين نقده الشديد للتصور الماهوي الثابت؛ لهوية الشخص، ليؤكد في المقابل، أن أساس الهوية الشخصية، هو وحدة الطبع، وترابط ذكريات الماضي، بالحاضر في الذاكرة .


تصور سيغموند فرويد


 تكمن هوية الشخص حسب فرويد، في مستوى اللاشعور، والذي يتسم بالتعدد، والصراع بين مكونات الجهاز النفسي .فالأنا يحاول أن يحقق انسجام بين متطلبات الهو  (منطقة الغرائز) من جهة، وبين ضغوطات واكراهات العالم الخارجي من جهة أخرى وبين الأنا الأعلى ( المثل الأخلاقية العليا) من جهة، فالأنا يحاول جاهدا أن يوفق بين هذه المطالب المتعارضة، وأن يخلق توازنا بينها، ولكن هذه المهمة تبدو مهمة عسيرة وصعبة للغاية، لذلك فإن الأنا غالبا ما يفشل في تحقيق التوازن بين مكونات الجهاز النفسية، مما يدل على أن الهوية الشخصية تتميز بالصراع والدينامية التي تحدث على مستوى النفس .

تعليقات
تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة