U3F1ZWV6ZTEyMzQ0NzU2Nzk1NjMyX0ZyZWU3Nzg4MTQwMDQ4MjU1

الأنا والهو " تحليل نص سيغموند فرويد " أولى باك






" الأنا والهو "
مجزوءة الإنسان .
دروس أولى باك علوم .
الأنا والهو .
تحليل نص " سيغموند فرويد "



《 يعترضُ علينا من سائر النواحي في الحق في افتراض حياةٍ نفسية لاواعية، وفي الإشتغال على نحو علميٍّ استنادا إلى هذا الإفتراض . وبوسعنا أن نرد على هذا الإعتراض بالقول إن فرضية اللاوعي هي فرضية ضرورية ومشروعة، وإننا نتوفر على عدد من الحجج تؤكدُ على وجود اللاوعي .
إن فرضية اللاوعي ضرورية لأنَّ معطيات الوعي ناقصة جدا . ذلك أنه كثيرا ما تحدث لدى الإنسان السوي المريض على حدٍ سواء جملة من الأفعال النفسية التي تستلزم، من أجل تفسيرها، أفعالا نفسية أخرى  لا تحظى باعتراف الوعي . وإن هذه الأفعال النفسية اللاواعية لا تتمثل فحسب، في الهفوات والأحلام عند الإنسان السوي، وكل مانُسميه بالأعراض النفسية والظواهر القسرية بالنِّسبة للإنسان المريض، بل إنَّ تجربتنا اليومية الأكثر حميمية تضعنا أمام أفكار تخطر على لنا من غير أن نعرف مصدرها أي أمام خلاصات تفكير تظل عمليات إنشائها وتمثلها خفية عنَّا . إن كل هذه الأفعال الواعية تظل مفككة وغير قابلة للفهم ، إذا ما أصررنا على الزعم بأنه ينبغي أن ندرك عن طريق الوعي كل ما يجري فينا من أفعال نفسية . غير أن تلك الأفعال سوف تنتظم في مجموعة يمكن إبراز تماسكها، إذ ما استكملناها بالأفعال اللاواعية المستنبطة ... وإذا ما عنَّ لنا إضافة إلى ذلك،  أن بوسعنا أن نؤسس على فرضية اللاوعي ممارسة موفقة، نؤثر، عن طريقها، طبقا لهدف محدد، على مجرى السيرورات النفسية اللاواعية، فإننا سنكون قد اكتسبنا، بهذا النجاح حجة لاتنازع على وجود ما افترضناه . 》
S. Freud métapsychologie , tard.fr. la planche, Gallimard, 1968,p.66 .


التَّعريف بصاحب النص :

سيغموند فرويد  Sigmund freud
( 1939 - 1856 )

طبيب ومفكر نمساوي مؤسس التحليل النفسي الذي يقوم على مسلمة أساسية وهي كون النفس الإنسانية تتكون من الشعور ومن اللاشعور ، وأن الجانب الشعوري ليس إلا الجانب الظاهر من البنية النفسية .
من مؤلفاته :
- " الأنا والهو " .
- " تأويل الأحلام " .
- " مدخل للتحليل النفسي " .



يعتقد فرويد بأن السلوك الإنساني في مجمله، ما هو إلا نتيجة حتمية لأفكار، وأمنيات، ورغبات مخزنة في جانب لا شعوري من شخصية الإنسان، حيث يعجز الإنسان عن التوصل إليها، ومعرفة طبيعتها، مما يعني بأن الوعي لا يشكل إلا جزءا ضئيلا من البنية النفسية للإنسان، بينما اللاوعي  هو المستحوذ على الجزء الأكبر، من شخصية الإنسان وبنيته النفسية .

أحيانا يحدث أن ترغب في قراءة كتاب معين، وتتفاجىء بنفسك لارغبة لك في ذلك، فقد تشعر بالنعاس وأنت تقرأ، بينما تشعر بالنشاط والحيوية وأنت تشاهد التلفاز مثلا، وذلك يعني بأن اللاوعي يثنيك عن كل شيء، من شأنه أن يشعرك بالضجر أو الملل. اللاوعي لا يهتم بالمعرفة ولا بالقراءة، ولا بأي شيء فيه ملل وضجر، وإنما يهتم فقط، بما يسعدك ويحقق لك المتعة .

ويحميك اللاوعي أحيانا من بعض الأمور، والحوادث التي عشتها في الماضي، قد يحدث أن تصادف إنسانا معينا، وتجد في نفسك له كرها وحقدا، لايمكنك تفسير هذه المشاعر والأحاسيس المضطربة اتجاهه، فوعيك يعجز عن ذلك، ولكن إذا ما استندنا إلى تفسير اللاوعي، فإننا سنجد بأن هذا الشخص الذي صادفته وكرهته فجأة، يشبه لشخص آخر، سبق وأن حدث لك مه موقف سيء .

العقل بالنسبة لفرويد، شبيه بالجبل الجليدي، فلا يظهر منه على السطح سوى 10% بينما 90% الباقية منه مخفية ولا تظهر ، ويعني ذلك بأن الوعي الإنساني، لايمثل سوى 10% من الشخصية الإنسانية، بينما 90% الباقية، تمثل مجموعة التصرفات والسلوكيات اللاواعية .
حسب فرويد فالبنية النفسية للإنسان، تتكون من ثلاث أنظمة، وهي الهو، الأنا، والأنا الأعلى، ولما يحدث تفاعل بين هذه الأنظمة الثلاث، تتحدد لنا في الأخير شخصية الإنسان
.

- الهو .

ويمثل الهو مجموع الغرائز والشهوات، التي تكونُ مخزنة في منطقة لاواعية من بنية الإنسان النفسية، ويتضمن الهو جزئين : جزء فطري، ويمثل مجموع الغرائز الفطرية، التي يولد بها الإنسان، وهي غرائز تمد الإنسان بالطاقة، وتحافظ على استمراريته في الحياة، وجزء مكتسب، يمثل مجموع العمليات العقلية  التي كُبتتْ ومُنعتْ من الظهور من طرف الجانب الواعي في الإنسان( الأنا )  .
يعمل الهو على تحقيق كل مافيه متعة ولذة للإنسان، ويعمل أيضا، على تجنب كل ما فيه تعاسة وشقاء له .


- الأنا (ego) .

تُمثل الأنا شخصية الإنسان في أكثر حالاتها اعتدالا، حيث يعمل الأنا كوسيط، بين تحقيق مطالب الهو من جهة، وأوامر الأنا الأعلى من جهة ثانية، حيث نجده يقبل بعض التصرفات من هذا، ويرفضها من ذاك، وقد يلبي الأنا بعض الشهوات التي يطلبها الهو، ولكن في صورة متحضرة يقبلها المجتمع والأخلاق، ولا يرفضها الأنا الأعلى، مثال : قد يحثك الهو على ممارسة الجنس خارج إطار الزواج، ولكن الأنا يؤجل هذه الرغبة إلى حين الزواج، لأنه الوسيلة الوحيدة التي يقبلها المجتمع، والأخلاق، والدين، وفي نفس الوقت فإنه يحقق رغبة الهو في تحقيق إشباعه الجنسي  .


- الأنا الأعلى (super-ego) .

هي شخصية المرأ في صورتها العقلانية والمتحضرة. الأنا الأعلى هو مجموع القيم والقواعد الأخلاقية، التي تربى عليها الإنسان، وتلقاها من أسرته، ومدرسته، ومجتمعه.  إنه الضمير الإنساني، الذي يضع حدودا لتصرفات الإنسان وأفعاله، وهو مثالي لأقصى الحدود، لأنه يطلب الكمال دائما، الشيء الذي يجعله في غالب الأحيان، يتعارض مع الهو والأنا .

ملاحظة : إذا حافظ  الأنا على التوازن بين متطلبات الهو، ومتطلبات الأنا الأعلى، حافظ بذلك الإنسان على شخصيته  وعلى توازنها النفسي، أما إذا سيطر جانبٌ، على جانب آخر، فقدت شخصية الإنسان توازنها، واستقرارها النفسي .






تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة