ضرورة العمران البشري
تقديم .
المجتمع هو تجمع لمجموعة من الأفراد داخل بقعة جغرافية معينة، هؤلاء الأفراد تربطهم علاقات منظمة، بحيث يجمعهم نفس التاريخ والثرات والثقافة، تتجسد علاقات الأفراد بينهم من خلال مجموعة من المؤسسات، التي تسهر على حمايتهم، بواسطة آليات للضبط والنظام، وهذا مايدفعنا إلى التساؤل حول أساس المجتمع البشري ؟
هل هو أساس طبيعي أم تعاقدي ؟
التعريف بصاحب النَّص .
عبد الرحمام ابن خلدون ( 1406 م - 1332 م ) مفكر ومؤرخ عربي، عرف بأبحاثه في علم الإجتماع، ويعد من المؤسسين الفعليين لعلم الإجتماع، وواضع قواعده الأولى .
من أشهر مؤلفاته : " كتاب المقدمة "
الإشكالية .
على ماذا يتأسس الإجتماع البشري ؟ هل على ماهو ضروري وفطري ؟ أم على ما هو اتفاقي تعاقدي ؟
الأطروحة .
يعتقد ابن خلدون بأن الإجتماع البشري ضرورة طبيعية، تفرضها طبيعة الإنسان نفسها، والتي خُلقت على الضعف، وعلى الحاجة إلى الآخرين. الإنسان مدني بطبعه، أي أنه يميل بشكل طبيعي ولا إرادي، إلى الإجتماع بالآخرين، وذلك لأن الإنسان يعجز عن تلبية حاجاته، والدفاع عن نفسه لوحده، فالغذاء والحماية لايمكن للإنسان أن يوفرهما لنفسه، بدون تعاونِ الآخرين، ومساندتهم له .
الأساليب الحجاجية .
أولا : أسلوب التأكيد والإتباث .
" إن الإجتماع الإنساني ضروري ... "
ثانيا : أسلوب المقارنة .
حيث قارن صاحب النص بين قدرو الإنسان والحيوان، واعتبر بأن الحيوانات بطبيعتها أقوى من الإنسان، فهي تملك ما يجعلها أقوى منه كالقرون .. أما الإنسان على خلافها، يتميز بالفكر واليد .
ثانيا : أسلوب المثال .
حيث وظف صاحب النص مثال الحنطة، ليؤكد بأن تلبية حاجات الإنسان الغذائية لا تتم إلا من خلال استعانته بخدمات الآخرين ( الحداد، النجار .. ) .
ثالثا : أسلوب الإستنتاج .
حيث استنتج صاحب النص بأن الإجتماع البشري ضروري لإستمرار النوع البشري ..
" فإذن هذا الإجتماع ضروري لنوع الإنساني .. "
خلاصة .
صور الله سبحانه وتعالى الإنسان على الإجتماع بالآخرين، فهو ضعيف بنفسه، قويٌ بالآخرين، ولا يمكن للإنسان مهما كان قويا، أن يعيش بمعزل عن الناس، وذلك لأن تلبية حاجاته البيولوجية والضرورية، لا يمكنه أن يحققها بدون الإستعانة بخدمات الآخرين . إذا أمعنت النظر في أي منتوج صناعيٍ أو غذائي مهما كان نوعه، وفكرت قليلا كيف أصبح في متناول يديك بهذه السهولة، فستعرف بأنه قبل أن يصل إليك، مر بمجموعة من المراحل ( عمال، أدوات، آلات ... ) وذلك يعني بأن الإنسان لا يمكنه الإستغناء عن خدمات الآخرين، وبمعنى آخر فبقاء الإنسان، رهين بوجود الآخرين بجنبه، أولا كما قلنا لتلبية حاجاته، وثانيا لحماية نفسه من أي مخاطر محتملة .


إرسال تعليق