مجزوءة المعرفة .
مفهوم النظرية والتجربة .
المحور الأول : التجربة والتجريب .
إشكالية المحور .
ما التجربة ؟ وما الفرقُ بينها وبين مفهوم التجريب ؟ وماهي خطوات المنهج التجريبي، وكيف يلعب الخيال دوراً في بناء النظرية العلمية ؟
المفاهيم الأساسية .
التجربة : هي ملاحظة عامية، تقترن بذاتية الباحث، حيث تُبنى على التجربة الحسية المباشرة .
التجريب : هو أهم خطوة إجرائية، يتم الإعتماد عليها في المنهج التجريبي، قصد التحقق من صدقية النظريات العلمية .
المنهج التجريبي : يعتمد المنهج التجريبي على الإستقراء والتركيب والتجريب في دراسته للظواهر الطبيعية، إذ يبحث في العلاقات الثابتة بين الظواهر الطبيعية المدروسة .
الفرضية : فكرة يضعها الباحث أو العالم، قصد التأكد من صدقها أو خطئها فيما بعد، حيث تشكل الفرضية، أهم خطوة من خطوات المنهج التجريبي لبناء النظرية العلمية .
النظرية : بناء فكري استنباطي، يتسم بالإتساق والإنسجام، يلجأ إليه العالم للإجابة عن مجموعة من الأطروحات والفرضيات التي تشكل موضوع اهتمامه،والنظرية انتاج فكري ووصفي، يُوجه غالبا للتأثير في الواقع .
الملاحظة : أول خطوة من خطوات المنهج التجريبي، التي يتم خلالها ملاحظة الظاهرة المدروسة ملاحظة علمية دقيقة، بهدف انتقاء الظواهر التي تكشف عن فكرة ما .
أطروحة ألكسندر كويري .
يُميز ألكسندر كويري بين مفهومي التجربة والتجريب، حيث يعتبر بأن التجربة من حيث هي تجربة خام وملاحظة عامية، أنها لم تساهم بأي شكل من الأشكال في تطور العلم ونشأته، وذلك لما تتسم به من ذاتية ومن ملاحظة حسية مباشرة، تغيبُ فيها معايير المصداقية والموضوعية العلمية .
أما التجريب حسب كويري فهو على خلافها، وذلك لأنه يمثل المساءلة المنهجية للطبيعة، إذ يعتمد قبل دراسة أي موضوع مجموعة من الخطوات المنهجية الإجرائية المنظمة، التي تتسم بالتنظيم والدقة المطلوبة، يقول كويري : « فالتَّجرية بمعنى التجربة الخام، لم تلعب أي دور في نشأة العلم الكلاسيكي، اللهم إلا دور العائق، أما التجريب فهو المساءلة المنهجية للطبيعة ».
أطروحة كلود برنار .
يقدم كلود برنار خطوات المنهج التجريبي التي ينبغي اتباعها من طرف العالم؛ لدراسة الظاهرة الطبيعية، إذ يعتبر برنار بأن هذا المنهج، أي المنهج التجريبي، يعتمد على الملاحظة الحدسية للظاهرة الطبيعية المراد دراستها، وتأتي بعد الملاحظة مرحلة الفرضية، التي يقوم خلالها العالم بوضع مجموعة من الإفتراضات والتساؤلات القبلية، وتليها كخطوة أخيرة من خطوات المنهج التجريبي مرحلة التجربة، التي يعمل من خلالها العالم على التحقق من افتراضاته التي وضعها مسبقا، وذلك لأجل إخضاعها للتجريب المخبري والهدف من ذلك، هو الوصول الى صياغة قانون عام، يمكن تطبيقه على باقي الظواهر الأخرى، إذاً وبكل خلاصة فلأجل صياغة أي نظرية علمية وبناءها فلابد من : أولا : الملاحظة، ثانيا : الإفتراض، ثالثا : التجربة، رابعا : صياغة قانون عام .
أطروحة روني طوم .
للخيال أهمية قصوى لدى روني طوم في بناء المنهج التجريبي، وذلك لأن التجريب وحده عاجز عن تقديم تفسيرات كلية للظواهر الطبيعية، واكتشاف الأسباب والعوامل المتحكمة فيها، ولذلك فالتجريب يظل عاجزا وقاصرا عن بناء النظرية العلمية، إذ استغنى عن التفكير والخيال، فالتجربة العلمية لا تبنى فقط على الوقائع الملموسة، بل تنفتح كذلك على كل ما هو خيالي وافتراضي، فهناك مجموعة من النظريات العلمية التي عرفها تاريخ العلم، ما كان لها أن ترى النور، لولا اعتمادها على عنصر الخيال، في ظل غيابٍ تام للمعدات المخبرية أنذاك، ومنه فإن كل تجربة علمية مهما ادعت من صلابة وقوة، لايمكنها أبدا أن تستغنيَ عن عنصر التفكير والخيال .


إرسال تعليق