U3F1ZWV6ZTEyMzQ0NzU2Nzk1NjMyX0ZyZWU3Nzg4MTQwMDQ4MjU1

العلاقة مع الغير - دروس الثانية باكالوريا - شرح مبسط

 


مجزوءة الوضع البسري




             " العلاقة مع الغير "


الإشكالية  

على أي أساس تقوم العلاقة مع الغير ؟ هل على أساس الصداقة والغيرية ، أم على الصراع والتطاحن ؟



تصور أرسطو 

العلاقة التي ينبغي أن تتأسس عليها علاقة الذات بالغير، حسب أرسطو، تكمن في علاقة الصداقة؛ باعتبارها فضيلة أخلاقية، الصداقة عند أرسطو أنواع؛ فمنها صداقة المتعة، ومنها صداقة المنفعة، وهما زائلتين بزوال المتعة والمنفعة التي يحققانها،  وفي مقابل هاتين الصداقتين، هناك صداقة سامية وانسانية لا تزول، إنها صداقة الفضيلة، وهي الصداقة الحقيقة، التي تُطلب لذاتها، وذلك لكونها مجردة من المصلحة والمنفعة، لا يمكن للإنسان أن يعيش بدون أصدقاء؛ ففي مرحلة الشباب تعصمنا الصداقة من اقتراف الزلات،    وفي مرحلة الشيخوخة تعوضنا الصداقة على ضعفنا،  يقول أرسطو : كل الناس على اتفاق، في أن الأصدقاء هم الملاذ الوحيد، الذي يمكننا الإعتصام به في حالة البؤس، وفي الشدائد المختلفة  . فبالصداقة يمكن للإنسان أن يحي بدون الإعتماد على قوانين العدالة، فالصداقة كفيلة بنشر الخير والفضائل بين الناس .



تصور أوغست كونت 

يؤكد اوغست كونت، على مفهوم أساسي، وهو مفهوم الغيرية؛ بحيث يدعو إلى ربط علاقة انسانية مع الغير؛ فالإنسان يحي بوجود الآخرين، وبمعيتهم يطور من قدراته، ويرتقي؛ فمدام للآخرين  على الإنسان فضل؛ فيجب أن يسخر حياته لخدتهم، وأن يربط معهم علاقات أخلاقية، بعيدة عن الأنانية والكره . إن الغيرية تساهم في تطوير الوجود البشري، والإرتقاء به؛ فالتعاطف الذي نؤسسه من خلال علاقاتنا المتبادلة، هو الذي يقوي من أواصر الترابط، والمودة بيننا،  كما يجعلنا مهتمين بالآخرين قبل اهتمامنا بأنفسنا .



تصور فريدريك هيجل 

تحقيق الإعتراف بالذات حسب هيجل، لا يمكن أن يتم إلا من خلال الصراع . في البداية كان الإنسان يعيش وحيدا، في مقابل الأشياء، يتحكم فيها، ويسخرها لخدمته، ولكن ما لبتث هذه العلاقة، أن تحولت عندما ظهر الآخر إلى صراع، بحيث أصبح لكل ذات، وعيها وإدراكها الخاص، سيحاول الإنسان عند أول لقاء له بالآخر المختلف، أن يسيطر عليه، ظنا منه أنه مثل باقي الموضوعات، والأشياء التي كان يتحكم فيها سابقا، ولكن الذات ستتفاجأ، حينما تدرك بأن هذا الذي يُدعى غير، له مثل ما لي الذات، من وعي وإدراك، كما أنه يبتغي نيل الإعتراف بوجوده، هذه الرغبة في تحقيق الإعتراف، لا يمكن أن تتم إلا عبر الآخر، وهذا ما سيولد علاقة صراع بينهما؛ لأن كلاهما يحاول فرض هيمنته وسيطرته على الآخر، هذا الصراع ستكون نتيجته استسلام أحدهما، وهو العبد، وانتصار الآخر، وهو السيد . ويعني مجمل ما قلناه أن علاقة الذات بالغير حسب هيجل، لا يمكن أن تتأسس، إلا على الصراع والسيطرة .


خلاصة 

تتعدد أوجه العلاقة مع الغير، بين السلبي والإيجابي . تكون علاقة الذات بالغير علاقة إيجابية، عندما تتأسس على الصداقة، والمودة، والغيرية، وتكون سلبية، حينما تقوم على الصراع، ونبذ الآخر؛ فرغم أن العلاقة مع الغير سلبية، ومصدر صراع، كما يرى هيجل، إلا أن وجوده شرط ضروري لنيل الإعتراف، وتحقيق الوعي، ومدام أن للآخر كيان مستقل، ووجود خاص به؛ فذلك لايعني أن نتصارع معه، ونبعده، بل يعني ذلك أن نؤمن به، وأن نربط معه علاقات إنسانية، قائمة على قيم الإنسانية والخير .







 

تعليقات
تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة