الرغبة والحاجة .
تحليل نص رالف لينثون .
مجزوءة الإنسان .
التعريف بصاحب النص .
رالف لينثون ( 1893 - 1953 م) عالم وباحث متخصص في علم الأنثروبولوجيا، حيث درس هذا العلم في جامعة كولومبيا، وقد قام رالف لينثون بالقيام بأبحاث ميدانية، ودراسات أنثروبولوجية في جزر المركيز ومدغشقر .
الإشكالية .
كيف تتحول حاجة الإنسان للباس، من ضرورة بيولوجية، إلى رغبة يسعى إلى إشباعها ؟ ا
الأطروحة .
يؤكد رالف لينثون بأن الحاجة البيولوجية للباس، أضحت في مجتمعاتنا الحديثة، تخضع لأنماط وسمات ثقافية متنوعة، تهدف إلى اشباع وتحقيق رغبات خاصة .
الأفكار الأساسية للنص .
- ارتداء الملابس ضرورة بيولوجية، لحماية الجسم من البرودة .
- تحولت الحاجة إلى اللباس من ضرورة بيولوجية، إلى سمة ثقافية مرتبطة بوظائف متعددة .
الأساليب الحجاجية للنص .
أسلوب المثال :
- يؤدي اللباس مجموعة من الوظائف المتعددة، والتي ترتبط بثقافة كل مجتمعٍ على حدى، ومن بين هذه الوظائف نذكر :
- الحشمة والوقار .
- التودد للآخرين بغرض إثارتهم جنسياً، والرغبة في الحصول على إعجابهم ونيل رضاهم .
- ابراز المكانة والقيمة الإجتماعية التي يحظى بها الشخص .
- إبراز القيمة الجمالية للباس، من خلال مايرتديه الإنسان من ملابس أنيقة .
خلاصة .
تتعلق الرغبة في الفلسفة بالأشياء التي لها علاقة بنفسية الإنسان، من مشاعر وأحاسيس، فالإنسان يسعى بشكل دائم إلى تحقيق رغباته، لأنه يرى فيها مصدر سعادته .
الرغبة تتعلق بما هو نفسي وغير ملموس، فهي إحساس وشعور داخلي، يسعى الإنسان إلى تحصيله.
أما الحاجة فتتعلق بما هو مادي وملموس، أي ترتبط بالأشياء الحيوية في حياة الإنسان، فالإنسان يحتاج إلى الأكل؛ ليبقى على قيد الحياة، ويحتاج إلى النوم؛ ليحافظ على نشاطه وحيويته .
وبالتالي فالحاجة تفرض نفسها على الإنسان، ولا تمنحه أي مجال للإختيار أو الحرية، في حين أن الرغبة بإمكان الإنسان أن يتحكم فيها أو على الأقل أن يؤجلها .
إذاً يمكن القول بأن بتلبية حاجاتنا، نحافظ على استمرارنا في الحياة، وبتلبية رغباتنا، ننالُ سعادة الدنيا وفرحها .
يمكن أن يبدوَ بأن هناك إختلاف بين الحاجة والرغبة، وحد فاصل بينهما، إلا أنا هذا لا يعني بأن الحاجة ممكن أن تتحول إلى رغبة، بحيث أن انسان اليوم لم يعد مهتما فقط بتلبية حاجاته، واحتياجاته من الأشياء المادية، بل أصبح يطمح في نفس الوقت، أن يحصل على سعادة ونشوة من خلال تحقيق هذه الحاجات .
ولتوضيح ذلك فقد قدم لنا رالف لينثون، مثال اللباس، الذي تحول من مجرد وسيلة للحماية والستر، إلى رغبة يسعى الإنسان إلى إشباعها .
أفلاطون " الرغبة فطرية في الإنسان" .
الرغبة شيء فطري في الإنسان، فالناس جميعا وُلدت وهي تحمل رغبات وشهوات مختلفة، إذ لايمكن لنا أن نتخيل وجود انسان على وجه الأرض يعيش بدون رغبات، ولكن الإشكالية لا تكمن في وجود هذه الرغبات، ولكن في مسألة تنظيمها، إذ أن هناك رغبات غير ضرورية ومتوحشة في الإنسان، تُظهر ذلك الجانب الشهواني فيه، بحيث يتحول من خلالها الإنسان من كائن عاقل إلى حيوان مفترس، حيوان يُريد اشباع رغباته، وتحصيل شهواته بأي طريقة كانت، فهو مستعد لأن يرتكب أي جريمة، وأن يستحل أي طعام، وأن يتمتع بشهوات الدنيا كلها .
وفي مقابل ذلك، هناك رغبات ضرورية ومعتدلة، تُظهر ذلك الجانب العاقل في الإنسان، فالإنسان لايستطيع أن يحيا بدون رغبات، ولا يمكنه أن يزهد في ملذات الدنيا، لذلك فهو يسعى إلى اشباع هذه الرغبات، ولكنَّ ذلك يتم في صورة متحضرة وعقلانية، بحيث أن الإنسان العاقل، دائما ما يسعى إلى استخدام عقله في تنظيم رغباته .
إرسال تعليق