U3F1ZWV6ZTEyMzQ0NzU2Nzk1NjMyX0ZyZWU3Nzg4MTQwMDQ4MjU1

الشخص بين الضرورة والحرية " شرح مبسط للغاية "



الشخص بين الضرورة والحرية



   " الشخص بين الضرورة والحتمية "


الإشكالية


هل يمتلك الشخص حرية وإرادة،  يختار بها أفعاله وتصرفاته ، أم أنه يظل خاضعا لإكراهات، وحتميات، وعلل خارجية يجهلها ؟



المفاهيم الأساسية 


الحرية : تعني الحرية تحرر الإنسان من كافة القيود والحتميات التي تمنعه من الإنتاج والفعالية سواءا تعلقت هذه القيود بالقيود المادية أو المعنوية كما تعني الحرية قدرة الإنسان على الإختيار بين عدة إمكانيات وبدائل متاحة . 


 الحتمية : هي كل الظروف، والعوامل، والإكراهات، التي تكون خارج نطاق حرية الإنسان، ويتداخل فيها ما هو سيكولوجي، وطبيعي، وغالبا ما تأتي الحتمية، في مقابل الحرية . 



تصور باروخ اسبينوزا


يرى اسبينوزا بأنه لا وجود لحرية انسانية، تجعل من الشخص كائنا حرا بالإطلاق؛ فالشعور بالحرية، ما هو إلا وهم ناجم عن اعتقادنا الزائف، بأننا أحرار؛ فهذا الوهم يحدث نتيجة لجهلنا بالأسباب الحقيقية، التي تقف من وراء أفعالنا، فهذه الأسباب هي من تسيرنا وتتحكم فينا.


 يشبه اسبينوزا الإنسان بالحجر، حيث يقول بأن الحجر يتحرك, بفعل قوى خارجية تتحكم في حركته, فحينما أقوم برمي الحجرة؛ فإنها ستتدحرج وستواصل حركتها بدون توقف، واستمرار الحجرة في الحركة، ناتج عن قوى خارجية، فلو كانت تملك الحجرة وعي بحركتها، لظنت بأنها حرة، وبأن حركتها نابعة من مجهودها الذاتي .

 من خلال تقديم هذا المثال،  يستخلص اسبينوزا بأن الإنسان، يتبجح بامتلاك الحرية والوعي، في حين هو جاهل بالأسباب، التي تتحكم فيه، وقد شبه اسبينوزا اعتقاد الشخص بامتلاك الحرية،  بذلك الطفل الصغير، الذي يشتهي الحليب، ويرغب فيه، ظنا منه أن هذه الرغبة ناجمة عن إرادته واختياره، في حين هو خاضع لغريزة الجوع . من خلال كل ذلك، نخلص بأن الإنسان خاضع لإكراهات، وحتميات خارجية تتحكم فيه، وما اعتقاد الإنسان بالحرية، إلا مجرد وهم ناجم عن جهله بالأسباب الحقيقية، التي تتحكم فيه وتسيِّره .



تصور سيغموند فرويد 


يذهب فرويد إلى اعتبار أن الأنا، يبقى دائما مضطرا لتحقيق مطالب العالم الخارجي، والأنا الأعلى، والهو؛ فالهو  يمثل منطقة الغرائز المكبوتة ،  والأنا الأعلى يمثل مجموع  القواعد، والمعايير، والقيم الأخلاقية، أما العالم الخارجي؛ فيمثل  المجتمع . إذ يؤكد فرويد على أن الأنا، يسعى إلى محاولة التوفيق بين هذه الرغبات، والتي غالبا ما تكون متعارضة؛ فإرضاء الهو، يعني ارضاء كل من الأنا الأعلى، والعالم الخارجي في المقابل .

إضافة إلى كل ذلك؛ ففرويد يقر بأن الشخصية الإنسانية، تخضع بشكل مطلق في بنائها النفسي، إلى حتمية اللاشعور، مما يعني بأن الشخص خاضع لإرادة، وصراع يتحكم فيه، وبأن سلوكات الإنسان وأفعاله، ماهي إلا استجابة ميكانيكية وآلية لدوافع لاشعورية .


تصور جون بول سارتر


في مقابل التصورات الأخرى؛ فإن جون بول سارتر، يذهب إلى  اعتبار أن الشخص كائن حر، وينطلق في بناء موقفه هذا، من خلال تأكيده على أن الوجود يسبق الماهية؛ فالإنسان يولد أولا، ثم يختار ما سيكون عليه في المستقبل بكامل حريته واختياره، إن الشخص حسب سارتر مشروع في حد ذاته، يصنع مستقبله ويختار مشاريع حياته، إن الشخص يصنع ذاته، ويبرز للعالم في حدود امكانياته الخاصة، مما يجعله منفتحا على كل الإمكانيات والإحتمالات، في اختيار ما يريده، أن يكون عليه في حياته .


خلاصة


يتبين من خلال ما سبق، أن حرية الشخص، تتراوح ما بين الإمكانية، والإستحالة ؛  ففي نظر كل من اسبينوزا وفرويد، فالشخص خاضع للضرورة والحتمية، وفي نظر جون بول سارتر؛ فالشخص كائن حر، مما يعني صعوبة الحسم، فيما إذا كان الشخص كائنا حرا، أم خاضعا لإكراهات وحتميات خارجية ، صحيح بأن هناك محددات، وحتميات بيولوجية واجتماعية، تكون خارج نطاق حرية الإنسان، وتتحكم فيه، ولكن الإنسان في المقابل، تبقى له إمكانية الإختيار، بين عدة بدائل واختيارات متاحة .

















تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة