" الوعي بالذَّات والإدراك الحسي "
التعريف بصاحب النص
ديفيد هيوم : فيلسوف ورائد النزعة التجريبية، ولد ديفيد هيوم في 7 ماي 1711 وتوفي في غشت 1776 هو فيلسوف واقتصادي ومؤرخ اسكتلندي، وشخصية مهمة في الفلسفة الغربية وتاريخ التنوير الاسكتلندي، اشتهر ديفيد هيوم في البداية كمؤرخ ، لكن الأكاديميين في السنوات الأخيرة، ركزوا على كتاباته الفلسفية. من مؤلفاته : " رسالة في الطبيعة البشرية " " محاورات في الدين الطبيعي " .
الإشكالية
كيف تتحدد علاقة الإدراك الحسي بالوعي؟ وكيف يلعب الإدراك الحسي دورا في تشكل الوعي؟ و هل تعد الحواس لوحدها، كفيلة بتكوين الوعي لدى الإنسان؟
الأطروحة
يرى ديفيد هيوم، بأن الوعي إدراك حسي، وشرط ضروري لحصول الوعي؛ لأنه لا يمكن للأنا، أن يعي ذاته، أو يشعر بها، من دون أن يتم ذلك، من خلال إدراك حسي ؛ فبزوال الإدراك الحسي والشعور، لا يمكن للوعي بالذات، أن يتحقق؛ بحيث أن الأنا، تغيب عن الوجود، ولا يبقى له أي دور .
المفاهيم:
الأنا: هي الذات المفكرة والواعية .
الوعي: هو الإدراك الذي نكونه عن ذواتنا وعن كل ما يحيط بعالمنا الخارجي .
الإدراك الحسي: هو الوعي الذي يتكون نتيجة لحصيلة الخبرات والتجارب التي نتلقاها عن طريق الحواس .
العلاقات المفاهيمية
ما علاقة الإدراك الحسي بالوعي والموت ؟
لحصول الوعي، فلابد من إدراك حسي، نكونه من خلال حواسنا الخمس ؛ ولأن الإدراك الحسي، مرتبط بالوعي؛ فإنه بالموت ويزوال الوعي والإدراك .
الحجاج
لتوضيح أطروحته؛ فإن صاحب النص، قد اعتمد على أسلوبين حجاجين لإبراز ذلك .
أولا : أسلوب الدحض والتفنيد
يتجلى ذلك من خلال دحضه؛ للتصور الذي تتبناه الفلسفة العقلانية، والتي تعتبر بأن الوعي شفاف ومباشر، وبأنه يقيني وملازم للذات، لكونه في نظرها يتسم بالثبات والإستمرارية .
ثانيا : أسلوب المثال
ويتمثل هذا الأسلوب، في مثال النوم و الموت، حيث بين صاحب النص، بأن الإحساس يزول أثناء النوم الهادئ، أو الموت، وبزوال هذا الإحساس، يزول كذلك الشعور أو الوعي بالذات. وهذا يعني بأن الإحساس، له أهمية بالغة، في تحقيق الوعي بالذات وتشكله، وهو القول الذي تتبناه الفلسفة التجريبية، والتي يعد صاحب النص، أحد أبرز روادها .
خلاصة
في مقابل التصور الذي تتبناه الفلسفة العقلانية، التي ترى بأن الوعي مجرد إدراك للذات، مرتبط بالفكر، تعتبر الفلسفة أو النزعة التجريبية، بأن عقل الإنسان، يولد وهو صفحة بيضاء، فالعقل لايتضمن أي أفكار، أو معارف فطرية، كما تزعم الفلسفة العقلانية، بل التجارب والخبرات التي يتلقاها الإنسان في حياته وحدها ،هي من تمنح للإنسان المعرفة وهي من تشكلها في ذهنه، مما يعني بأن الوعي، لا يحصل إلا من خلال التجارب الحسية، التي نتلقاها من عالمنا الخارجي، عبر حواسنا . فالوعي من منظور الفلسفة التجريبية، ليس إلا إدراكا حسيا مرتبطا بالشعور .


إرسال تعليق