U3F1ZWV6ZTEyMzQ0NzU2Nzk1NjMyX0ZyZWU3Nzg4MTQwMDQ4MjU1

مجزوءة المعرفة - العقلانية العلمية - دروس الثانية باكالوريا

 

العقلانية العلمية



مجزوءة المعرفة .
مفهوم النظرية والتجربة .
المحور الثاني : العقلانية العلمية .
دروس الثانية باكالوريا .

إشكالية المحور .

كيف يمكن الحديث عن العقلانية العلمية داخل العلم ؟ وهل يمكن للعقل أن ينفصل عن التجربة، ويستقل عنها في بناء النظريات العلمية ؟


اينشتاين .

يدافع إينشتاين عن الطابع الإبداعي للعقلانية العلمية، ويعتبر بأن للعقل أهمية قصوى في نشأة النظريات العلمية، إذ يعتبر بأن تاريخ العلم، هو تاريخ تمت صياغته بلغة رياضية، مستبطة من قدرات العقل الخالص، فالتجريب لوحده مع آينشتاين غير كافي لصياغة النظريات العلمية، ولذلك فلا ينبغي اعتباره المعطى الوحيد لصياغة النظريات العلمية، بل يجب أن تكونَ دائما للعقل أولوية على التجربة، باعتباره الموجه لها نحو الإكتمال المعرفي، ومنه يرى آينشتاين بأنه لاينبغي إغفال المعطيات التجريبية وتطابقها مع معطيات العقل، غير أن التركيز على التجربة لوحدها مع إغفال الإنشاءات العقلية، هو محل الخلاف بالنسبة له .

إن للعقل البشري عند آينشتاين، قدرة على تقديم صورة أكثر وضوحا ودقة للعالم، وهذه القدرة تمكننا من فهم القوانين الطبيعية والفيزيائية الكامنة وراءَ النظريات العلمية .

هانز رايشنباخ .

تَعتبرُ المدرسة الوضعية بأنه لا ينبغى استخدام مفهوم العقلانية العلمية وتطبيقها في مجال العلوم التجريبية، إذ ترى بأن العقلانية هي مذهب فلسفي مثالي، يتخذ من العقل المصدر  الوحيد لكل معرفة، في حين تُقصي دور التجربة، وأهميتها في بناء المعرفة العلمية .

رفض هانز رايشنباخ لمصطلح العقلانية العلمية، لايعني إستبعاد دور العقل في بناء العلم، أو اعتبار أن المعرفة العلمية غير عقلية، ذلك أن المعرفة التجريبية حسب رايشنباخ تستلزم استخدام العقل مطبقا على مادَّة الملاحظة، أي استخدام العقل بالتزامن مع الممارسة التجريبية، وهذا ما يُطلق عليه هانز رايشنباخ بالمعقولية العلمية .

وبناءً على ماسبق فإن رايشنباخ يؤكد أن المعرفة العقلية لا يمكن أن تستقل بنفسها عن التجربة والملاحظة، وإلا كانت بذلك عقلانية مثالية شبيهة بالنزعة الصوفية، يقول راشنباخ : "عندما يتخلى الفيلسوف عن الملاحظة التجريبية بوصفها مصدرا للحقيقة، لا تعود بينه وبين النـزعة الصوفية إلا خطوة قصيرة ".

غاستون باشلار .

لايعترضُ غاستون باشلار على استخدام مفهوم العقلانية العلمية في المعرفة، مادامت قابلة لأن تُقيم توازنًا وجمعًا بين العقل والتجربة، ولذلك حسب غاستون باشلار ينبغي لكل عالم فيزياء، ابتغى بناء معرفة علمية دقيقة، أن يبنيها من خلال يقينٍ مزدوج : 

أولا : اليقين بأن الواقع يُوجد في قبضة العقل، بمعنى جعل الواقع أمر عقلاني، وقابل للإدراك العقلي .
ثانيا :  اليقين بأن حُجج العقل واستنباطاته المعرفية، تنتمي إلى خصائص المنهج التجريبي .
 
لبناء معرفة علمية بالنسبة لغاستون باشلار، ينبغي بالضرورة أن لا نفصل التجربة عن العقل، باعتبارهما معاً، يشكلان الشرط الضروري للباحث الفيزيائي، يقول باشلار : " لا توجد عقلانية فارغة، كما لا توجد مادية عمياء"، ويعني ذلك إخضاع العقل للتجربة، وإخضاع التجربة للعقل، بدون وضع تعارض أو انفصال بينهما، بل هما شرطان أساسيان لتطور العلم، ولبناء النظريات العلمية .


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة