ظاهرة التبادل .
التبادل خاصية انسانية .
الأساس الطبيعي للتبادل .
المصلحة الشخصية أساس التبادل .
مفهوم التبادل .
يقوم مبدأ التبادل على اعطاء شيء مقابل الحصول على شيء آخر، قد يكون هذا الشيء مكافئا له أو غير مكافىء، فالتبادل عطاء وأخذ، إذ لا يمكن تصور عطاء بدون أخذ، ولا أخذ بدون عطاء، وكل تبادل لا يتأسس على العطاء والأخذ فهو ليس بالتبادل .
أرسطو " الأساس الطبيعي للتبادل " .
لكل ملكية استعمالان، استعمال خاص ومباشر، واستعمال غير خاص وغير مباشر .
مثال على الإستعمال الأول .
يمكنك أن تستعمل الحذاء بطريقة مباشرة وخاصة، وذلك من خلال انتعاله .
مثال على الإستعمال الثاني .
يمكنك أن تستعمل الحذاء بطريقة غير مباشرة وغير خاصة، إذ تستطيع استعماله كوسيلة للتبادل، وذلك من خلال بيعه لمن يحتاجه منك، مقابل حصولك على نقود منه .
إذا لكل ملكية استعمالان ملازمان، وكل ما نملكه يمكن أن يصير موضوعا للتبادل بيننا .
يُعبر التبادل عن حاجة الإنسان لغيره، فأنا في حاجة لما عند الآخرين لسد حاجياتي الخاصة، ولولا التبادل ما استطعت سد هذه الحاجيات أبدا .
لايمكن الحديث عن التبادل داخل الأسرة، وهو تبادل غير مجد، لأن ماتملكه الأسرة هو ملك مشاع ومشترك، ولذلك فالتبادل ارتبط ظهوره بتطور المجتمع واتساعه، إذ تجلت حينها بوضوح حاجة الإنسان لغيره، نظرا لظهور الصناعة والزراعة، والتي أبانت عن حاجة الإنسان وافتقاره .
وهكذا يتبين بأن
التبادل هو استجابة لمطلب الطبيعة فينا، وبمقدار تطور علاقات التعاون والتبادل بين الناس، صار من الضروري استعمال وسيلة لتسهيل هذا التبادل وهذه الوسيلة هي النقد .
آدم سميث " التبادل خاصية انسانية ويتأسس على المصلحة " .
يقول آدم سميث " لم نلمح قط كلبين " يتفاوضان " في أمر اقتسام قطعة عظم .. ولم نلمح أبدا حيوانا يحاول " افهام " حيوان مثله، مستخدما صوته أو حركات جسمه، فيقول له " هذا لي، وهذا لك، سأعطيك مالي مقابل أن تعطيني ما لك .
توضح هذه المقارنة التي قام بها آدم سميث بين الإنسان والحيوان، بأن التبادل لايمكن أن يكون إلا خاصية انسانية، فالحيوانات لاتمتلك قدرات عقلية في اقناع بعضها البعض، كما لاتمتلك لغة وحوار وتفاوض فيما تبتغيه من غيرها من الحيوانات .
التبادل خاصية انسانية لأنه يرتبط بالفكر والعقل وطرق التواصل المعقدة وهذا ما تفتقر إليه الحيوانات .
وبما أن التبادل خاصية انسانية فذلك لايعني بأنه قائم على الشفقة والإحسان، ولكنه قائم على مبدأ الأخذ والعطاء، فالإنسان اجتماعي بطبعه، وهذا يفترض دخوله في علاقات اجتماعية مع الآخرين من أجل التواصل، وتبادل المنافع معهم .
الإعتماد على مساعدة الآخرين في كل شيء لايضمن للإنسان اشباع حاجياته باستمرار، ولذلك ينبغي على الإنسان تقديم خدمات ومنافع للآخرين، وهذا هو أساس العلاقة التبادلية القائمة على الأخذ والعطاء، يقول آدم سميث : " أعطيني ما أحتاجه منك، وسأعطيك أنت ما تحتاجه مني ".


إرسال تعليق