مدخل الإقتداء .
دروس التربية الإسلامية أولى باك .
الرسول صلى الله عليه وسلم في بيته .
كان النبي صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خُلقا،وكان يتميز في قومه بمجموعة من الصفات والخصال كالصدق والأمانة، وكان يشتغل صلى الله عليه وسلم في مكة كراعي للغنم والتجارة، وتزوج وأنجب، وشارك قومه في كل المشاهد الفاضلة كبناء الكعبة ولكنه خالفهم في كل المفاسد كشرب الخمر وعبادة الأوثان ومجالس الفسوق والعصيان .
ولما اصطفاه الله سبحانه وتعالى لرسالته، وأنزل عليه الوحي، لم يتغير حاله أبدا، فكان كواحد من أصحابه، متواضع، ولا يختلف عنهم كثيرا، حتى إن الغريب الذي لا يعرفه لا يستطيع أن يميزه في مجلسه من بين أصحابه، إلا بالسؤال عنه، ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ} [الكهف/110 .
وقوله: {ۗ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا} [الإسراء/93].
أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم في معاملته مع أهل بيته .
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتصف بمجموعة من الصفات والأخلاق الفاضلة، بحيث كان تعامله مع زوجاته وأهل بيته تعاملا أخلاقيا حسنا، ولا شك في ذلك، إذ يقول الله عنه في كتابه الكريم : {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم/4] فهو صلى الله عليه وسلم قدوة للمسلمين في حياتهم عامة، وفي بيوتهم خاصة، ومن سمو أخلاقه صلى الله عليه وسلم مع أهل بيته نذكر ما يلي :
لقد كانت علاقة النبي صلى الله عليه وسلم بزوجاته علاقة مبنية على المحبة والرحمة بهن، فقد كان يلاطفهن ويلاعبهن، ويتغاضى عن أخطائهن، وكيف لا وهو القائل : " خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي " رواه ابن ماجة .
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يشاركهن في أسفاره ويقرع بينهن أحيانا، ويسابق إحداهن تارةً أخرى ( مسابقته لعائشة رضي الله عنها )، عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كنت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فتقدم أصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سابقيني، قالت: فسابقته فسبقته، فلما كان بعد وحملت اللحم قال: سابقيني، فسابقته فسبقني، فقال : هذه بتلك » " رواه النسائي". بل كان يستشيرهن في الأمور الكبرى للدولة، ويأخذ برأيهن، ومن بين الأمثلة على ذلك استشارته صلى الله عليه وسلم لأم سلمة رضي الله عنها بعد صلح الحديبية.
مشاركته صلى الله عليه وسلم في أعمال البيت، قيل لعائشة رضي الله عنها: ماكان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته قالت : " كان يكون في مهنة أهله " تعني في خدمة أهله – فإذا حضرتِ الصلاة خرج الى الصلاة»[رواه البخاري]. وعنها أيضا، أنها سئلت، ماكان النبي صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت: «كان يخيط ثوبه، ويخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم» [رواه أحمد وغيره] وهذا يدل على حرصه الشديد صلى الله عليه وسلم في إعانته لأهله، والتخفيف عنهن مما يلاقيهن من مشاغل البيت، وهذا خلال ما يتوهمه الكثير من الناس اليوم، حيث يرون بأن ذلك عيب ومنقصة في حق الرجل، ولكن هذا التعاون واللين في التعامل مع أهل البيت، هو الأساس المتين الذي تُبنى بيه الألفة، والمحبة، والسكينة بين الزوج وزوجته .
* خلقه صلى الله عليه وسلم مع أبنائه وخدمه .
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قدوة في التعامل الحسن مع أولاده وخدمه، فكانت فاطمة رضي الله عنها إذا دخلت عليه قام إليها فأخذ بيدها وقبلها وأجلسها في مجلسه، وكان إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده فقبلته، وأجلسته في مجلسها. [رواه أبو داود وغيره] أما عن حسن معاملته مع خدمه فنذكر ما يلي : عن أنس رضي الله عنه قال: «خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط، وما قال لشيء صنعته لما صنعته، ولا لشيء تركته لما تركته» [رواه الترمذي].
كيف أقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في معاملته لأهل بيته ؟
* أدرس سيرته العطرة، وأقف عند شمائله وأخلاقه المحمدية، وأستنير بها في حياتي .
* أتمثل تلك القيم النبيلة، وأتحلى بها في حسن تعاملي مع أهلي، من والدين وإخوة وأقارب وجيران .
* أُعامل أهل بيتي بخلق النبي صلى الله عليه وسلم، لتكون بذلك أسرتي أسرة مثالية، أسرة مطبوعة بقيم الإسلام السامية والرفيعة .
* أُشارك أهلي في أعمال البيت وخارجه، لإدامة الألفة والمحبة .
* أُربي أفراد أسرتي على خلق النبي صلى الله عليه وسلم وشمائله، كي نُسهم جميعا في نشر المودة والطمأنينة واستقرار الأسرة .
* أَجعل قيمه وأخلاقه صلى الله عليه وسلم نبراسا لي في التعامل الحسن مع أصدقائي وجيراتي ومع كل من له الحق عليَ . قال عز وجل {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب/21] .

إرسال تعليق