دُروس التربية الإسلامية أولى باك .
مدخلُ الحكمة .
العفو والتَّسامح .
أولا : مفهوم العفو والتَّسامح .
العفو لغةً : هو المحو والطمس، واصطلاحا: هو التجاوز وإسقاط العقوبة عن المذنب المستحق للعقوبة، مع وجود القدرة على إنزالها به مع التوبيخ واللوم ...
التسامح لغةً : هو اللين والتساهل، واصطلاحا: هو خلق مبني على التساهل واليسر في المعاملات المالية والاجتماعية، يهدف إلى زرع المحبة والتعاون في نفوس الأفراد والجماعات، ما لم يكن ذلك على حساب المعتقدات والمقدسات الدينية.
التسامح لايعني أن تتنازل عن معتقداتك الدينية أو عن مبادئك .. لا وانَّما هو مجرد تعامل ينبني على اللين واليسر والتساهل في المعاملات المالية والإجتماعية .. والهدف منه هو نشر المحبة والتعاون بين الناس .
إذا فالعفو والتسامح خلق رفيع .. ويعني قُدرة الإنسان على نسيان ما تقدم ومضى .. وتنازُله عن الثأر والإنتقام من الآخرين .
أنت لا تُسامح في حقك لأنك خائف أو ضعيف لا .. فأنت تملك القوة والقدرة على الإنتقام ممن ظلمك، ولكنك تختار العفو وتختار ما عند الله .
ثانيا : آثار العفو والتسامح على الفرد والمجتمع .
العزة والشرف : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا زَادَ اللهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ، إِلَّا عِزًّا».
الصحة النفسية: الكراهية والرغبة في الإنتقام تُولد مشاعر سلبية من شأنها أن تفتك بصحتك .. لذلك عندما تختار أن تسامح وتفعو على النَّاس .. تتحرر من كل هذه المشاعر السلبية وترتاح .
محبة الله ومغفرته: قال تعالى: ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾.
محبة الناس: مُقابلة الإساءة بالإحسان تجعلك تستحوذ على قلوب النَّاس قال تعالى: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾.
اليسر واللين في المعاملة : التزم في معاملاتك المادية والإجتماعية مع الناس بالسماحة والكلام الطيب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ وَإِذَا اشْتَرَى وَإِذَا اقْتَضَى " .
من آثار العفو والتسامح على المجتمع نذكر :
الأمن والاستقرار والتعايش: المجتمع الذي تسود فيه قيم التسامح والعفو مجتمع لايعرف معنى الكراهية أو العداوة بين أفراده، وهو مجتمع يعيش في منئى عن الجرائم .
دفع الفساد والشر عن الأمة: العفو والتسامح يساعدان على طهارة المجتمع من أمراض القلوب كالغل والحقد والحسد لأنها سبب للإنهيار الحضاري.
تالف القلوب وتماسك الصفوف وتحقيق التواصل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ ، مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى"
إرسال تعليق