U3F1ZWV6ZTEyMzQ0NzU2Nzk1NjMyX0ZyZWU3Nzg4MTQwMDQ4MjU1

الإديولوجيا والوهم - إريك فايل و بول ريكور - دروس أولى باك " الفلسفة "

 


               " الإديولوجيا والوهم "


تحليل نَص بول ريكور 


التعريف بصَاحب النَّص 

بول ريكور (Paul Ricœur)‏ هو  فيلسوف فرنسي وعالم إنسانيات معاصر (ولد في 27 فبراير 1913 ، وتوفي في 20 مايو 2005 ) . وواحد من ممثلي التيار التأويلي، اشتغل في حقل الاهتمام التأويلي ومن ثم بالاهتمام بالبنيوية .
من مؤلفاته : نظرية التَّأويل ، من النَّص إلى الفعل .


إشْكال المِحُور


أحيانا يحدث أن يعتقد الناس، بأنهم واعيين بشروط حياتهم، وبواقعهم الإجتماعي، في حين يكونون ضحية لتمثلات زائفة، ومشوهة عن واقعهم ، هذا التمثل الزَّائف، يرجع إلى آلية فكرية تدعى بالإديولوجيا .
 
فماذا تعني الإديولوجيا ؟ هل هي طبعا مجرد وعي زائف ومشوه عن الواقع ؟ وما هي وظائفها ؟
وهل يمكن للوعي أحيانا، أن ينقدنا من زيف الإديولوجيا  ووهمها، وتكوين معنى ودلالة لوجودنا الإنساني أم لا؟

 أطروحة النص


يعتبر ريكور بأن الإديولوجيا تصور الواقع بشكل معكوس، إذ تحمل في طياتها مجرد تمثلات، وأوهام زائفة ومشوَّهة عن الواقع، وهي تمارس وظائفها حسب بول ريكور من خلال ثلاث آليات : 

أولا : وظيفة التَّشويه .

حيث تعمل الإديولوجيا على تشويه الواقع وتزييفه، وإنتاج صورة معكوسة، وبعيدة عن الواقع الفعلي لحياة النَّاس . 

ثانيا : وظيفة التَّبرير . 

حيثُ تعمل الطبقات المسيطرة داخل المجتمع، على إضفاء المشروعية والمصداقية، على سياسات ومواقف، لتبرير مشروعاتها ومُخططاتها .

ثالثا : وظيفة الإدماج .

وتعمل هذه الوظيفة على قتل الإختلافات، والتباينات الموجودة بين الأفراد  من خلال دمجهم في هوية جماعية موحدة .

وقد ارتأى بول ريكور إلى اعتبار  أن وظيفة الإدماج هي أعمق وظيفة من بين الوظائف الأخرى، لماذا ؟ لأنها في نظره تتضمن في طياتها وظيفة التبرير، فلكي تنجح في إدماج النَّاس؛ فأنت تحتاج إلى تقديم تبريرات لهم، لكي تستطيع إدماجهم، والتبرير غالبا يُبنى على الوهم، والغرض منه إفساد الذهن وإخضاع الناس، لواقع مشوه وغير حقيقي .

البنية المفاهمية 


 الإيديولوجيا : هي مجموعة من التمثلات والأفكار التي لاتعكس موضوعيا الشروط الواقعية لحياة الناس. 

 التشويه : إعطاء صورة مشوهة عن الواقع لاتبرز حقيقته.

 الوهم : هو الظن، والإعتقاد الفاسد، ويطلق أحيانا علة الأفكار التي لا يوجد مقابلٌ لها في الواقع . 

 التبرير : هو التعليل والتفسير بإبداء توضيحات لتأكيد على نجاعة ومشروعية سياسة أو ايديولوجية مُعينة .

 الإدماج : هو دمج الأفراد، وإقحامهم في هوية جماعية موحدة، يشعرون داخلها بالإنتماء والوحدة.

 الهوية : هي مجموعة من الخصائص التابثة و الجوهرية التي تمثل حقيقة شيء ما و تميزه عن باقي الأشياء الأخرى .

                       تحليل نص إريك فايل 


التَّعريف بصاحب النَّص 

إريك فَايل مؤلف وفيلسوف فرنسي 1972 - 1904  يُعد من أشهر فلاسفة القرن 20، دافع إريك فايل عن الفلسفة، وعن دورها في رفض السذاجة والقيم السائدة، غير الخاضعة لمنطق النقد والمراجعة، وكذا توظيفه للفلسفة، كمعول في بناء الفكر، وإيجاد المعنى من الوجود  .

من أهم مؤلفاته :  منطق الفلسفة، هيجل و الدولة .


إشكالية النَّص 


هل يعمل الوعي على إعطاء معنى للوجود الإنساني، أم يُكرس لزيف الواقع وتشويهه .

أطروحة النص 


على خلاف أطروحة بول ريكور؛ فإن إريك فايل يذهب إلى اعتبار أن الوعي، هو أساس الوُجود الإنساني، وبدون معنى  لا يمكن للإنسان أن يُعمل تفكيره في وجوده، غير أن هذا التفكير، أي التفكير في المعنى، يبقى من اختصاص الفيلسوف، وليس من اختصاص العالم .

خلاصة تركيبية


من خلال معالجتنا لإشكالية الإديولوجيا وعلاقتها بالوهم، وقفنا عند أطروحتين، الأولى يمثلها بول ريكور، الذي قرن الوعي بالإديولوجيا، وماتحمله من زيف وتشويه؛ حيث اعتبر بأن لها ثلاث وظائف أساسية : وهي تشويه الواقع،وتبريره، وإدماج الأفراد في هوية جماعية، وأكد بول ريكور بأن وظيفة الإدماج تعد أعمق وأشمل وظيفة؛ لأنها تتضمن وظيفتي التشويه والتبرير .
 
أما الأطروحة الثانية فوقفنا من خلالها عند أطروحة الفيلسوف إريك فايل، الذي ذهب إلى أن الوعي لا يشوه الواقع و لا يقلبه، بل على العكس؛ فهو يمنح  للوجود معنى، ودلالة إنسانية، وبأن هذا التفكير في المعنى يُعد من اختصاص الفيلسوف، وليس من اختصاص العالم .






تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة