الرغبة والإرادة
التعريف بصاحب النَّص .
إرنست بلوك ( 1954 - 1977 ) هو فيلسوف ألماني، تأثر بكل من ماركس وهيجل، له اهتمامات عدة، من أبرزها : اهتمامه بالطبيعية، الإديولوجيا، اليوتيوبيا، اللاهوت .
من أهم أعماله :
- مبدأ الأمل .
- روح اليوتوبيا .
- الإلحاد في المسيحية .
مفاهيم النَّص .
الإرادة : حسب النص فهي تتميز بالفاعلية والمعقولية، والقابلية للتنفيذ .
الأمل : حسب النص فهو مجرد تمني سلبي، مرتبط بالخيال، وباللامعقولية.
الإشكالية .
ما علاقة الرغبة بالإرادة، وبالأمل ؟ وكيف يمكن التمييز بينهما ؟ وهل الرغبة المقترنة بالإرادة، قابل للتحقق والتنفيذ ؟
الأطروحة .
الرغبة تبقى حبيسة الخيال، إذا لم تقترنْ بالإرادة الفاعلة، فالأمل لوحده غير كافي، لتحقيق رغباتنا،
حينما تقترن الرغبة بالإرادة، تكون معقولة، ولكنها حينما تقترن بالأمل، تكون رغبة غير معقولة،
إن الإرادة الفاعلة توفر للرغبة الشروط، والعناصر الكافية للتحقق الفعلي، إن الإرادة بهذا المعنى تعني، رغبة قابلة للتنفيذ .
البنية المفاهيمية .
علاقة الرغبة بالأمل
اقتران الرغبة بالأمل يجعل منها حبيسةَ الخيال، ورغبةً بعيدةً عن النشاط الفعلي .
علاقة الرغبة بالإرادة
تخلق الإرادة للرغبة الشروط الأساسية للتحقق، وتجعل منها رغبة قابلة للتنفيذ .
علاقة الأمل بالإرادة
الأمل مرتبط بالتمني، وهو سلبي، أما الإرادة فهي إيجابية وتتضمن الواقعية الفعلية.
الأساليب الحجاجية .
أولا : أسلوب المثال
قدم صاحب النص ثلاث أمثلة رئيسة لتوضيح أفكاره وهي :
1 - مثال الشخص الذي يتمنى أن يكون الطقس بالغذ جميل، والغرض من ضرب هذا المثال، هو تبيان أن الأمل يظل بعيداً عن الواقع، ومرتبطاً بالآماني فقط .
2 - مثال الشخص الذي يتمنى عودة انسان ميتٍ للحياة، والغرض من هذا المثال، هو تبيان لامعقولية الأمل .
3 - مثال لأشخاص يعانون من التردد ومن ضعف الشخصية، فهم أشخاص ذو آمال وتمنيات، ولكن الإرادة تنقصهم لتحويل آمالهم إلى واقع .
والغرض من ضرب هذا المثال، هو التمييز بين الأمل والإرادة، إذ يظل الأمل حبيس الخيال والتمني، في حين ترقى الإرادة إلى مستوى التحقق الواقعي .
ثانيا : أسلوب المقارنة .
وقد قارن صاحب النص، بين خصائص كلٍ من الأمل والإرادة .
1 - خصائص الأمل .
الكثرة، انعدام الوسائل، الطول، الخيال، رغبة غير قابلة للتنفيذ، إيقاع بطيء، رغبة غير محددة بدقة .
2 - خصائص الإرادة .
القلة، توافر الوسائل، القصر، الواقع، رغبة قابلة للتنفيذ، والتحقق الفعلي، إيقاع سريع .
خلاصة .
يعتبر إرنست بلوك بأن الأمل، هو اعتراف بأن الأفق مفتوح، وبأن المستقبل لايمكن أن يكون، إلا كما نريده نحنُ أن يكون، إن الأمل يدعونا في صميمه إلى تحقيق رغباتنا، إنه ينبني على إرادة فاعلة، إرادة قابلة للتنفيذ، وقابلة للتحقق الفعلي .
كيف يمكن للإنسان أن يعيش حياته بدون آمال، وبدون تطلعات إلى غذ أفضل، إن الأمل هو جسرنا نحو المستقبل الذي نحلم به، ولكن لكي يكون الأمل واقعيا، وقابلا للتنفيذ، فلابد له من أن يرتبط بالإرادة الفاعلة والإيجابية، التي تُحول الأمل من مجرد تمني وأحلام خيالية، إلى واقع فعلي وحقيقي .
حينما تقترن الرغبة بالأمل، تظل حبيسة الخيال والتمني السلبي، ولكنها حينما تقترن بالإرادة، تصبح واقع، ونشاط فعلي قابل للتنفيذ .
إرسال تعليق