الشغل بين الحرية والإستيلاب .
مفهوم الشغل .
الشغل بين الحرية والإستيلاب .
دروس الفلسفة أولى باك .
مفاهيم فلسفية .
الإستيلابْ : وهو الإغتراب الذي يشعر به الإنسان اتجاه ذاته، نتيجة لإحساسه بالضياع في عمل لايمثله .
التحرر : التحرر هو الانعتاق من العبودية والإستيلاب الذي يتعرض له العامل داخل الشغل، أي التحرر من كل القيود التي يفرضها الشغل ورب العمل والمجتمع وكل ما من شأنه أن يشكل عامل اكراه واستيلاب للعامل .
الإشكالية .
هل يمثل الشغل عامل تحرر أم عامل استيلاب ؟
سارتر .
حينما يعي الإنسان بالقهر الذي يتعرض له داخل الشغل، فإن ذلك يمنحه امكانية التحرر من هذا القهر .
فالشغل بالنسبة لسارتر يمثل عنصرا أساسيا لتحرير الإنسان، فالعامل بامكانه التحرر من كل القيود التي يتعرض لها داخل الشغل، وذلك من خلال احساسه بسلطته على الأشياء التي يشتغل عليها، فالإنسان يتميز بالوعي والفكر ،وهذا يجعله يستشعر تفوقه على الأشياء والجمادات المحيطة به .
ماركس .
الماركسية لا تحتقر الشغل، وإنما تعتبره بعدا من أبعاد الكائن البشري، غير أن الشغل في النظام الرأسمالي أضحى عامل استيلاب للذات، بحيث أصبح الشغل نشاط مستهلك في ظل شروط انتاج يتم من خلالها شراء قوة العمل والمجهود، وهذا الإستيلاب يتجلى من خلال احساس العامل بالضياع والنفور داخل الشغل .
الإرهاق الذي يشعر به العامل داخل الشغل يستلب منه طاقاته الفكرية والإبداعية، وهذا الإستيلاب الذي أصبح يشعر به العامل هو نتيجة حتمية للإستغلال الناتج عن الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج .
نيتشه .
تطور المجتمعات الإنسانية رهين بما يحمله أفرادها من أهداف وخطط، فلا يمكن للمجتمع أن يتقدم، ولا أن يزدهر من غير أفراد فاعلين فيه، فالإبداع شرط أساسي لهذا التقدم، غير أن الشغل الشاق يحول دون تمكين الإنسان من التعبير عن طاقاته الإبداعية والفكرية، فكيف يمكن لعامل يشتغل في ظروف عمل جد قاسية أن يبدع، فالإبداع يتطلب راحة وصفاء ذهني، وهذا يستحيل في ظل ما يقاسيه العامل اليوم من شقاء داخل الشغل .
خلاصة .
يشكل الشغل في نظر سارتر عمل تحرر، وذلك من خلال وعي الإنسان بقدرته المتميزة على تحويل الأشياء إلى منتوجات مفيدة .
والشغل في نظر ماركس عامل استيلاب وقهر، وذلك من خلال سلب قدرات الإنسان الفكرية والإبداعية داخل الشغل .
والشغل في نظر نيتشه استيلاب، لأن العامل لايمكنه الإبداع في ظل ظروف عمل جد قاسية .
إرسال تعليق