مجزوءة الإنسان .
مفهوم الرغبة .
الرغبة والسعادة
دروس أولى باك .
النص الأول : " السعادة هي التحرر من سلطة الرغبات " ( سينيكا )
التَّعريف بصاحب النص .
عاش سينيكا في القرن الأول الميلادي، وهو فيلسوف روماني، من رواد المدرسة الرواقية، والرواقية مدرسة أخلاقية، تدعو إلى التحلي بالأخلاق الفاضلة، والتخلي عن الأخلاق الرذيلة .
من أهم أعماله :
- المسائل الطبيعية .
- في قصر الحياة .
الإشكالية .
كيف يمكن تحصيل السَّعادة ؟ وأي الرغبات ينبغي السعي وراءها ؟
الأطروحة.
تكمن السعادة حسب سينيكا في التحرر من سلطة الرغبات، عن طريق الإستخدام السليم للعقل .
الأفكار الأساسية للنَّص .
- تتمثل السعادة في التحرر من سيطرة الرغبات .
- تتمثل السعادة في الإستعمال السليم للعقل .
- تتمثل السعادة في فهم النفس، وفي معرفة حقيقة الذات .
- تتمثل السعادة في اتباع السلوك الأخلاقي الفاضل .
- تتمثل السعادة في اتخاذ قرارات عقلية سليمة .
- تتمثل السعادة في القناعة بما في أيدينا اليوم، وفي تجنب التفكير المفرط في المستقبل .
البنية المفاهيمية .
علاقة السعادة بالرَّغبة
تتمثل السعادة في قدرة الذات، على التحرر من سيطرة الرغبات .
علاقة السعادة بالعقل
الإستخدام السليم للعقل، هو الأساس الذي تنبني عليه السعادة الحقيقية .
العلاقة بين السعادة/ الشهوات/ العقل . السعي وراء الشهوات والملذات، ينجم عن الإستخدام السيء للعقل، وهو ما يجعل الإنسان تعيسا في حياته، ومحروماً من السعادة .
العلاقة بين السعادة / الإستقامة/ المستقبل.
لايمكن للمرأ أن ينعم بالسعادة بدون استقامة، فالقناعة والرضى بما هو حاضر، وتجنب التفكير في المستقبل، شرط أساسيٌ لتحصيل السعادة .
الأساليب الحجاجية .
للدفاع عن أطروحته فقد استخدم صاحب النص مجموعة من الأساليب الحجاجية، ومنها :
أولا : أسلوب الشرط .
- المؤشرات اللغوية الدالة عليه
" إننا نسمي الإنسان سعيداً … إذا كان مدركا للحقيقة ومتحررا من سيطرة الرغبات … " .
" لن نكون سعداء من دون العقل السليم " …
" فلا أحد يمكن أن يدعي أنه سعيد إذا كان جاهلا الحقيقة ... " .
ثالثا : أسلوب السؤال الإستنكاري .
المؤشر اللغوي الدال عليه
" فمن هو الإنسان المالك لزمام ذاته الذي يقبل أن يبقى تحت سيطرة أحاسيس الجسد ؟ "
النص الثاني : " السَّعادة تعقُّل للرغبات " ( اسبينوزا )
الإشكالية .
هل تنتج عن الرغبات انفعالات مفرطة ؟ وإذا كان الأمر كذلك، فما السبيل إلى علاجها ؟ وهل عِلاجُها يؤدي فعلا إلى سعادة الإنسان أم لا ؟
الأطروحة .
يملكُ الإنسان من الفهم والعقل، ما يؤهله لفهم رغباته وعواطفه وانفعالاته، والتحكم فيها، فالإنسان حسب اسبينوزا إما منفعل بشهواته، وخاضعٌ لها، وفي ذلك شقاؤه، وإما فاعل متعقل، ومسيطر على شهواته، وفي ذلك سعادته .
ولذلك فالسبيل الوحيد لتحصيل السعادة، بالنسبة لسبينوزا، يكمن في تعقل الرغبات والتحكم فيها، من خلال قوة العقل والفهم .
البنية المفاهيمية .
العلاقة بين العقل والسعادة
لايمكن للإنسان حيازة السعادة، والظفر بها، إلا من خلال العقل، ولذلك فالسعادة التي يتحدث عنها اسبينوزا، هي سعادة عقلية من الدرجة الأولى .
العلاقة بين العقل والرغبة
لاينبغي للإنسان أن يركض من وراء رغباته، بدون أن يوجهها توجيها عقليًا سليمًا .
العلاقة بين العقل / الإنفعالات/ العواطف
يدعو اسبينوزا إلى ضرورة تحكيم العقل، لفهم العواطف والإنفعالات، بغية التحكم فيها .
الأساليب الحجاجية .
للدفاع عن أطروحته، فقد استخدم صاحب النص، جملة من الأساليب الحجاجية المهمة، ونذكر من بينها :
أولا : أسلوب التأكيد .
- المؤشرات اللغوية الدالة عليه
" إن لكل إنسان القدرة على فهم نفسه وعواطفه بوضوح … "
" وهكذا لن يزول الحب والكراهية فحسب، بل إن الشهوة كذلك أو الرغبات … “
– " أن ليس هناك سوى شهوة واحدة ووحيدة… "
ثانيا : أسلوب المثال .
- المؤشر اللغوي الدال عليه
– " فقد بيَّنا مثلا أن طبيعة الإنسان هي كذلك يحيث يشتهي كل شخص أن يعيش الآخرون حسب طبعه ... "
خلاصة تركيبية .
لمَّا كانت السعادة هي غاية كل انسان، فقد اختلفت في ذلك ضروب الناس، وطرقهم في تحصيلها، إذ نجد على سبيل المثال أن السعادة في نظر سينيكا تكمن في سياسة النفس، وفي التحكم في الرغبات والأحاسيس الجسمية، ولذلك فالسعادة عند أبيقور لايمكن أن تكونَ، إلا من خلال التحرر من الرغبات وسيطرتها .
في حين أنَّ اسبينوزا يرى بأن السعادة، تكمن في قوة الفهم، والإدراك العميق لمَا يختلجُ النفس من انفعلات وعواطف مضطربة، وبأن السبيل إلى علاج هذه العواطف أو الرغبات المضطربة هو الفهم، ومعرفة العلل والدوافع الحقيقية التي تقف من ورائها .
إرسال تعليق