U3F1ZWV6ZTEyMzQ0NzU2Nzk1NjMyX0ZyZWU3Nzg4MTQwMDQ4MjU1

ما الرغبة ؟ تحليل نص باروخ اسبينوزا - الإنسان كائن راغب - دروس أولى باك

 







              الإنسان كائن راغب 


المحور الأول : ما الرغبة .
مجزوءة الإنسان .
تحليل نص باروخ اسبينوزا .
دروس أولى باك .



" يسعى الذهن، من حيث أن لديه أفكارا واضحة ومتميزة، وكذلك من حيث أن لديه أيضاً أفكارا ملتبسةً ، يسعى إلى الإستمرار في وجوده لمدة غير محدودة، وهو يكون واعياً بسعيه هذا ( ... )


هذا الجهد الذي به يسعى كل شيءٍ للإستمرار في وجوده ليس بمعزل عن الماهية الفعلية لذلك الشيء . ( ... ) 


هذا الجهد، إذا تعلق بالذهن وحده، سمي إرادة؛ أما إذا تعلق بالذهن والجسم في آن واحد،سمي شهوة، وهي ليست سوى ماهية الإنسان، التي ينتج عن طبيعتها بالضرورة مايصلحُ لحفظها؛ وبالتالي فالإنسان مجبر على القيام به .


وعلاوة على ذلك، ليس بين الشهوة والرغبة أي اختلاف، عدا أن الرغبة تتعلق عموما بالناس من حيث كونهم واعين بشهواتهم، ولذلك يمكن تعريفها كالتَّالي : الرغبة هي الشهوة مع وعيها بذاتها .


وبالتالي يتقرر بكل ذلك أننا لا نسعى إلى شيء، ولانريده، ولانشتهيه، ولنرغب فيه، لأننا نعتقد أنه حسن؛ بل نحن، على العكس من ذلك، نحكم على شيء بأنه حسن لأننا نسعى إليه ونريده، ونشتهيه ونرغب فيه . "

Spinoza, l'Éthique, vrin, proposition 7 et scolie de la proposition 8, de la 3ème partie.

نص من الكتاب المدرسي مباهج الفلسفة ص : 32


الأفكار الأساسية .


- يسعى الذهن من حيث أن لديه أفكارا، إلى الإستمرار في الوجود .


- يرتبط هذا الجهد المبذول، بماهية الإنسان وطبيعته.


- إذا تعلق الجهد بالذهن سمي إرادة، أما إذا تعلق بالذهن والجسم سمي شهوة .


- الرغبة هي خاصية انسانية بامتياز، وذلك لأنها ترتبط بالوعي " الرَّغبة هي الشهوة مع وعيها بذاتها .


- إذا أراد الإنسان شيئاً واشتهاه ورغب فيه، فإنه يحكم عليه بأنه حسن، أما إذا لم يرغب فيه، فهو يحكم عليه بنقيض ذلك .



الإشكالية .


ما الرغبة؟ وما علاقتها بالشهوة ؟ وبأي معنى يمكن اعتبار الإنسان كائناً راغباً ؟


الأطروحة .


يستمر الإنسان حسب اسبينوزا في انتاج الأفكار؛ لضمان استمراريته في الوجود، وهذا الجهد الذي يبذله مرتبط بطبيعته الإنسانية، لذلك يُعرف اسبينوزا الرغبة بما يلي : الرغبة هي شهوة مصحوبة بوعي ذاتها، الشيء الذي يجعل منها خاصية انسانية بامتياز .



البنية المفاهيمية .



 العلاقة بين الرغبة والماهية .


تشكل الرغبة ماهية الإنسان وأصلَ وجوده، 


العلاقة بين الرغبة والإرادة .


الرغبة ترتبط بالإرادة، إذ لامعنى لوجود الرغبات بدون إرادة انسانية . 


 العلاقة بين الرغبة والشهوة .


يُعرف اسبينوزا الرغبة بكونها شهوة مصحوبة بوعي ذاتها . 


 الأساليب الحجاجية .


للدِّفاع عن أطروحته فقد اعتمد صاحب النص، على جملة من الأساليب الحجاجية المهمَّة :  


أسلوب الإستنباط : في البداية قام صاحب النص بالحديث عن فكرة عامة، مفادها أن العقل الإنساني ينتج الأفكار ليستمر في الوجود، ثم خلُصَ إلى فكرة أخرى،وهي أن الجهد الذي يبذله الإنسان لأجل الإستمرار في الوجود، مرتبط بماهيته وطبيعته الإنسانية . 


الفكرة العامة : الماهية ليست سوى شهوات الإنسان ورغباته .

الفكرة الخاصة : الرغبة هي شهوة مرتبطة بوعي ذاتها . 


 أسلوب الإستنتاج : " وبالتالي يتقرر .... " في آخر النص استنتج اسبينوزا بأن الرغبة هي أصل كل الأفكار والإرادات ...


أسلوب الدَّحض : " وعلى العكس من ذلك… " أفعال الإنسان لاتتأسس على ما هو أخلاقي وثقافي، بل تقوم  على ماهو طبيعي وفطري، هكذا يدحض اسبينوزا الفكرة الأولى، ليؤكد الفكرة الثانية .


خلاصة .


يُعرف الإنسان عند بعض الفلاسفة بكونه كائن راغِب، فالرغبة متجذرة في الإنسان، وهي طبيعة مشتركة بين عموم الناس، إذ لايمكن لنا أن نتخيل عيش الإنسان بدون رغبات، إذ تتعدد رغبات الإنسان وتختلف، فمنها مايتعلق بالجانب الفكري والعقلي، ومنها ما يتعلق بالجانب النفسي والوجداني .

 

الرغبة طبيعة فطرية في الإنسان، فهي تُشكل ماهيته ووجوده، ولا أصل لحياة الإنسان بدون رغبات يسعى إلى إشباعها وتحصيلها، والرغبة تفرض نفسها على الإنسان وتتحكم فيه، رغم كونه يعي بوجودها في حياته .


يبذل الإنسان كل جهده للحفاظ على بقائه، وهذا ما يجعل من الرغبة في نظر اسبينوزا، أصل كل العواطف والإرادات والشهوات، إذ يتقرر على هذا النحو أن تكون الرغبة مرتبطة بشهوات الإنسان، التي غالبا ما تجبره على اشباع رغباته، بكونها ضرورة بيولوجية، تفرضها طبيعة الإنسان .







تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة