الفاعلية والإبداع .نتائج تطور التقنية .دروس أولى باك .
أولا : تحليل نص " رونيه ديكارت" السيطرة على الطبيعة .
الإشكالية .
في ماذا تتجلى نتائج علم الطبيعة على الوجودين الطبيعي والإنساني ؟ وكيف يمكن للتقنية أن تُساهم في جعلنا سادة ومالكين للطبيعة ؟
الأطروحة .
لكي يُحكِّم الإنسان سيطرته على الطبيعة، ولكي يسخر مواردها لخدمته، فلابد له من التخلي عن الفلسفة التأملية، والإشتغال بالفلسفة العملية، فإذا كانت الفلسفة التأملية قائمة على التلقين والسرد، فالفلسفة العملية تنفذ إلى اعماق الطبيعة لتكشف عن القوانين المتحكمة فيها والتي تخضع لها الظواهر الطبيعية، هذه الفلسفة أي الفلسفة العملية بفهمها لقوانين الطبيعة فهي بإمكانها جعلنا سادة ومالكين للطبيعة .
البنية المفاهيمية .
ما العلاقة بين الفلسفة العملية وعلم الطبيعة ؟
يُساهم العلم الطبيعي بوضع القوانين والمبادىء النظرية التي تخضع لها الظواهر الطبيعية، بينما الفلسفة العملية تمكننا من ترجمة هذه القوانين والمبادىء على أرض الواقع، وبالتالي تسخير الطبيعة لخدمة الإنسان .
ما العلاقة بين معرفة قوانين الطبيعة وبين الشيطرة عليها ؟
معرفة القوانين التي تحكم الظواهر الطبيعية يمكننا من فهمها ومعرفة مكوناتها والعلاقات التي تربط بين أشيائها وهو الأمر الذي يسمح لنا بحسن استغلالها وتوظيفها في تحقيق مصالحنا الخاصة، وبهذا تمكننا هذه المعرفة من السادة على الطبيعة وتملُكِها .
البنية الحجاجية .
لأجل الدفاع عن أطروحته فقد قام صاحب النص بالإعتماد على مجموعة من الآساليب والحجج ومنها :
آلية الدحض .
من المؤشرات اللغوية الدَّالة عليه .
" و أنه يمكننا أن نجد بدلا من هذه الفلسفة النظرية … فلسفة عملية … " .
مضمونه : يدحض ديكارت الفلسفة التأملية ويستعرض تهافتها كفلسفة عقيمة وجوفاء لا فائدة منها .
حجة المنفعة .
من المؤشرات اللغوية الدالة عليها :
" لأنَّ هذه المبادىء أبانت لي أنه يمكننا الوصول إلى معارف عظيمة النفع في الحياة … " .
" اختراعْ عدد لا نهاية لهُ من الصَّنائع التي تجعل المرء يتمتع من دون أي جُهد بثمراتِ الأرضِ … " .
مضمونه : للفلسفة العملية المرتبطة بعلم الطبيعة أثر إيجابي واضح على حياتنا، وذلك من خلال ما حققته للإنسان من منافع عدَّة، كاختراع التقنيات، والتمتع بثمرات الأرض، وحفظ الصِّحة .
آلية المثال .
العلم الطبيعي له عدة فوائد وإيجابيات على حياة الإنسانية، ولتأكيد ذلك وبيانه، فقد قام صاحب النص بتقديم مجموعة من الأمثلة عن الظواهر الطبيعية كالتار،والماء،والهواء ... والغاية من ذلك تكمنُ في أن معرفة مكونات هذه الظواهر والتحكم في القوانين التي تخضع لها، سيؤدي بنا لا محالة إلى السيطرة على الطبيعة وتسخيرها لخدمتنا .
ثانيا : تحليل نص مشيل سير " ضرورة التحكم في التحكم " .
الإشكالية .
ما هي نتائج تحكم التقنية والعلم الحديث على الوجودين الطبيعي والإنساني ؟ وكيف يمكننا التحكم في نتائج هذا التحكم ؟
الأطروحة .
يدعونا ميشيل سير إلى تجاوز دعوة ديكارت القائلة بالسيادة على الطبيعة والتحكم فيها، وذلك لأن طبيعة هذه الممارسة المفرطة اتجاه الطبيعة من شأنها أن تهدد حياة الإنسان وتقضي عليه، وكل هذا يفترض حسب ميشيل سير ضرورة التحكم في تحكمنا في الطبيعة، وذلك من خلال تقنين وعقلنة سيطرتنا على الطبيعة .
المفاهيم الأساسية .
دَلالة التحكم و التملك .
يُمكن العلم النظري الإنسانَ من فهم الطبيعة ومعرفة القوانين المتحكمة فيها، كما يُساعده على ابتكار مجموعة الآليات والتقنيات التي تُخوِّلُ له التحكم في الطبيعة وتسخيرها لخدمة مصالحه الخاصة .
دلالة التَّحكم في التَّحكم .
التحكم الأول هو التحكم الذي نادى به ديكارت مع فجر العصر الحديث، والذي يكون هدفه هو السيطرة على الطبيعة وتملكها إلى أقصى الحدود، وهو ما أدى إلى ممارسة الدمار والعنف عليها وعلى الإنسان. لذلك يدعو ميشيل سير في هذا النص إلى تحكم ثاني، يكون هدفه هو التحكم في التقنية والعلم عن طريق تقنينهما وتوجيههما نحو تحقيق ما هو إيجابي ومفيد بالنسبة للطبيعة والإنسان.
البنية الحجاجية .
اعتمد صاحب النص لتأكيد أطروحته على مجموعة من الآليات والأساليب الحجاجية :
آلية العرض .
" المؤشرات اللغوية الدالة عليه "
" هذا هو شعارُ ديكارت " / " هذه هي الفلسفة المشتركة " .
مضمون هذه الآلية ( العرض )يتجلى من خلال رفض ميشيل سير للشعار الذي رفعه ديكارت من أجلِ التحكم في الطبيعة .
آلية النقد .
" منَ المؤشرات اللغوية الدالة عليه " .
" إن التَّحكم الديكارتي يؤسس العنف " .
" إن تحكمنا لم يعد منضبطا ولا مُقننا " .
" إنَّ التحكم لا يدومُ طويلاً " .
مضمون آلية النقد يتجلى من خلال بيان مآلات التحكم المفرط الذي دعى إليه ديكارت، والذي كانت له انعكاسات سلبية على الوجود الإنساني .
آلية المقارنة .
المقارنة الأولى تجسدت من خلال اقامة نوع من المساواة بين الخسائر التي أدى إليها التحكم التقني لطبيعة ( ديكارت )، وبين الخسائر التي يمكن أن تخلفها حرب عالمية .
المقارنة الثانية تجسدت من خلال المقارنة بين العلاقة التي كانت تربط الإنسان بالطبيعة قديما وحديثا، في القديم كان الإنسان خاضعا للطبيعة وفي حاجة لتلبية حاجاته منها، وحديثا أصبح الإنسان كما السابق خاضعا لها بحيث أصبحت تهدده وتتملكه، وذلك مرده حسب صاحب النص راجع إلى افراط الإنسان في التحكم في الطبيعة .
ثالثا : " تحليل نص جلبير هوتوا ".
الإشكالية .
هل التِّقنية ثَقافة أصيلة ومتجذرة في التَّاريخ الإنساني ؟ أم أنها ثَقافة زائفة بِغض النَّظر عن طابعها الشُّمولي والكوني ؟
الأطروحة .
لايمكن اعتبار التقنية حسب جلبير هوتوا ثقافة أصيلة، ولذلك فإنها والعلم يظلان ثقافة زائفة وزائلة، وذلك لعدَّة اعتبارات منها نفيها لحرية الشخص وتجاوزها للطابع الخصوصي المميز للمجتمعات الإنسانية .
خُلاصة .
يعتبرُ جلبير هوتوا بأن للتطور التقني منطقه الخاص، والذي لا يخضع لأيَّة غايات خارجية، وهذا بعكس موقف إذغار موران الذي ربط التَّطور التقني والأهداف السياسية والإقتصادية للمجتمع، ويؤكد جلبير هوتوا بأن الإنسانَ أصبح خاضعا بشكل مطلق للتقنية، بحيث أصبح البشرُ مجرد منفيذين لما تمليه عليهم التقنية من اكراهات .
التقنية في نظر هوتوا ليست مجرَّد وسائل وآلات غايتها خدمة الإنسان، وإنما الإنسان أصبح فيها خاضعا للمنطق التي والذي يتطور وفق نظامه الدَّاخلي والخاص.
التقنية حسب هوتوا لاتشكل ثقافة أصيلة ومتجذرة في التاريخ الإنساني، وإنما هي وسيلة لإخضاع الإنسان والسيطرة عليه، وهكذا تكون الثقافة الأصيلة في نظر هوتوا هي الثقافة الرمزية والتقليدية التي لها تاريخٌ قديمْ، أم التقنية كمعطى ثقافي فهي ضد الإنسانية، وذلك واضح من خلال ما صَارت تُمارسه التقنية اليومَ على الإنسان من إخضاع ومن تدمير للخصوصيات الثقافية للمجتمعات .


إرسال تعليق