مجزوءة الأخلاق .
مفهوم الحرية .
دروس الفلسفة الثانية باكالوريا .
المحور الأول : الحرية والحتمية .
الإشكالية : ما علاقة الحرية بالحتمية ؟ وهل الإنسان كائن حر ، أم أنه خاضع لحتميات واكراهات خارجية ؟
اسبينوزا .
أغلب الناس تعتقد بأنها حرة في اختياراتها وأفعالها، ولكن هذا الإعتقاد بكون الإنسان حر فيما يختاره ويريده، هو محض جهل بالأسباب والعلل التي تقف من وراء أفعاله، فهناك حتمية طبيعية وبيولوجية هي التي تتحكم في الإنسان، فالطفل الرضيع لما يرغب في حليب أمه مثلا، فهو لايرغب فيه هكذا... ولكن لأن هناك حتمية طبيعية وبيولوجية تفرض عليه هذه الرغبة، فهو يرغب فيه إذاً .
سارتر .
الوجود سابق على الماهية، وتعني هذه القولة عند سارتر بأن الإنسان يوجود أولا، ثم يختار ما يريدُ أن يكون عليه في المستقبل، فأفعال الإنسان واختياراته في الحياة هو الشخص الوحيد المسؤول عنها لماذا ؟ لأنه يتميز بحرية الإختيار، اختيار أن يتحمل الإنسان مسؤولية أفعاله، ويصنع لنفسه مايريد في المستقبل، أو اختيار أن يتهرب الإنسان من المسؤولية ،وأن لا يحقق لنفسه ما يريده في المستقبل .
المحور الثاني : الحرية والإرادة .
الإشكالية : هل أفعال الإنسان نابعة من إرادته الحرة، أم أنه ملزم بها ؟
رونيه ديكارت .
تقوم الحرية الإنسانية بالنسبة لديكارت على الإرادة، والإرادة تعني اتيان الفعل أو عدم اتيانه، وبالتالي فالإرادة هي حرية الإختيار التي لاتخضع لأي اكراه أو ضغط خارجي، فرغم أن الحرية الإنسانية ليست بحرية مطلقة كما هو الحال بالنسبة لحرية الخالق ( حرية مطلقة ) إلا أنها تظل تتمتع بقوة تجعلها محدد لحرية الإنسان .
ابن باجة .
تتميز طبيعة الأفعال الإنسانية بالحرية والإختيار الواعي، فالإنسان كائن عاقل، يختار أفعاله عن تفكير وتعقل مسبق، وهذا ما يجعل من أفعاله أفعال متميزة عن الأفعال الحيوانية، فالفعل الحيواني لااختيار فيه، لأنه لايقوم على العقل. يمكن للفعل الإنسان أن يرتقي إلى مرتبة الفعل الإلهي شريطة ألا يرتبط بالفعل الحيواني والبهيمي، فكل فعل انساني هو فعل باختيار، وكل فعل حيواني فهو فعل يغيب فيه العقل، وصوت الحكمة، وفعل تحضر فيه الشهوة والنفس البهيمية .
المحور الثالث : الحرية والقانون .
الإشكالية : هل الحرية تتعارض مع القوانين الوضعية ؟
مونتيسكيو .
الحرية لا تعني بأن يفعل الإنسان ما يشاء، وإنما الحرية هي فعل كل ماتقتضيه القوانين وتسمح به، فما دامت هذه الحرية منسجمة مع القوانين والمواثيق الوضعية فذلك يعني بأنه لاقيمةَ للحرية إلا داخل القوانين، فالقوانين هي التي تمنع كل تعسف أو شطط في ممارستها كما أنها هي التي تحدد مايجب فعله وما لايجب فعله .
توماس هوبس .
يرى توماس هوبس بأن الحرية التي كانت سائدة في المجتمع الطبيعي هي حرية سائبة وفوضوية، وذلك لأنها كانت قائمة على الأهواء والعدوان والوحشية، بينما الحرية الحقيقية في نظره هي الحرية التي تضمنها القوانين المدنية والوضعية .
إرسال تعليق