الأنا والهو " تحليل نص سيغموند فرويد " أولى باك

 

       " تصفية الإستعمار وبروز العالم الثالث "

تمهيد .

ساهمت عدة عوامل في تصفية الإستعمار الأروبي بدول آسيا وإفريقيا، وأدت هذه التصفية إلى نشأة دول العالم الثالث، و حركة عدم الإنحياز .

_ ما هي أسباب و مراحل تصفية الإستعمار ؟

- ما هي التحديات والمشاكل التي تواجه العالم الثالث وماهي الجهود المبذولة لمواجهتها ؟

- ما هي ظُروف تأسيس حركة عدم الانحياز وتشكل التكتلات الإقليمية ؟

أولا :  أسباب ومراحل تصفية الإستعمار .

1- مخلفات الحرب العالمية الثانية في تصفية الاستعمار .

 - خلفت الحرب العالمية الثانية مشاكل اقتصادية واجتماعية وبشرية بالدول الاستعمارية، واستنزفت قواها العسكرية، كما أدت هذه الحرب إلى تزايد الإستغلال الاستعماري. 

في ظل المشاكل التي خلفتها الحرب ، انتقلت الحركات الوطنية في المستعمرات من المطالبة بالإصلاحات إلى المطالبة بالإستقلال ، ولجأت إلى أسلوب الكفاح المسلح بعدما فشلت في العمل السياسي.

-  لأجل إضعاف الدول الاستعمارية الكبرى، واستنزاف قواها، طرح الإتحاد السوفياتي و الولايات المتحدة الأمريكية مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها .

- إصدار  هيأة الأمم المتحدة قرار يدعو إلى تصفية الإستعمار  سنة 1960.

-  في سنة 1955 انعقد مؤتمر باندونغ بأندونيسيا للدول  الإفريقية والآسيوية وقام بإصدار جملة من القرارات منها : التأييد الكامل لمبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها، ومناهضة الاستعمار والتمييز العنصري.

ثانيا : مراحل تصفية الإستعمار .

في مرحلة 1945_ 1947 :  استقلت سوريا ولبنان ، كما استقلت بلدان العالم الهندي :بحيث ظهرت الحركة الوطنية الهندية بقيادة غاندي، والذي دعا إلى مقاطعة المنتوجات الأجنبية والإدارة الاستعمارية ،والاعتماد على الإمكانات الذاتية ،والتعايش بين الطوائف الدينية، ونبذ كل أشكال العنف والتطرف .

في مرحلة 1948_1954 : استقلت ليبيا ومصر وبلدان الهند الصينية من بينها الفيتنام، حيث تزعم هوشي المقاومة المسلحة مُتبعاً أسلوب حرب العصابات.

في مرحلة 1955_1959 : استقلت بعض الدول الإفريقية وهي السودان، المغرب ، تونس .

في مرحلة 1960_1966 : استقلت أغلب دول إفريقيا السوداء بفضل كفاح الحركة الوطنية التي قادها بعض الزعماء من بينهم الزعيم الكونغولي باتريس لومومبا.

في المرحلة 1967-1975 : استقلت باقي دول إفريقيا السوداء، كما استقلت إمارات الخليج العربي .

بعد تصفية الإستعمار بدول آسيا وافريقيا برزت دول العالم الثالث وتأسست حركة عدم الإنحياز .

ثالثا : التحديات والمشاكل التي تواجه دول العالم الثالث، وجهود التغلب عليها .

1_ عانت دول العالم الثالث من مشاكل التَّخلف وعدم الإستقرار السياسي .

- مشاكل اقتصادية : تتمثل في ازدواجية الفلاحة ( تقليدية و عصرية) وضُعف حركة التصنيع، وعجز الميزان التجاري، وتراكم الديون الخارجية، والتبعية الاقتصادية للدول الإستعمارية.

- مشاكل اجتماعية : تتمثل في ضعف مستوى عيش أغلب السكان ، وارتفاع نسبة الفقر والأمية، وعدم كفاية الأطر والخدمات الصحية، وسوء التغدية.

- مشاكل سياسية : غياب الإستقرار السياسي، والتدهل الأجنبي في الشؤون الداخلية للبلدان المستقلة.

2_ اعتمدت بعض دول العالم الثالث سياسات تنموية ناجعة .

بحيث أقرت المكسيك وبلدان العالم الهندي ما عُرف باسم "الثورة الخضراء" والتي استهدفت ضمان الأمن الغذائي لعدد السكان المتزايد، من خلال البحث العلمي، واستثماره لإنتاج حبوب مهجنة ذات إنتاجية عالية، إلى جانب استعمال التقنيات والأساليب الحديثة في الزراعة . 

- خلال فترة الستينات والسبعينات من القرن 20، دخلت بعض بلدان العالم النامي مرحلة التصنيع من بينها : كوريا الجنوبية وتايوان والبرازيل . فشهدت بذلك نموا صناعيا سريعا، وأصبحت تنافس الدول الصناعية الكبرى.

رابعا : حركة عدم الإنحياز والتكتلات الإقليمية في العالم الثالث .

1_ تكتلت دول العالم الثالث سياسيا داخل حركة عدم الانحياز .

تعزز ظهور حركة عدم الإنحياز بفضل جهود بعض الزعماء : من أشهرهم الرئيس الهندي نيهرو والرئيس المصري جمال عبد الناصر ،والرئيس اليوغوسلافي جوزيف تيتو.

بِموجب مؤتمر بلغراد سنة 1961، تأسست بشكل رسمي حركة عدم الانحياز، والتي قامت على خمس مبادئ رئيسية وهي: اتخاذ موقف محايد من الصراع الدائر بين الكتلتين .

- عدم الإنضمام لأي حلف عسكري تابع لهما .

- عدم عقد أي اتفاقية ثنائية مع إحدى الدول الكبرى .

- عدم السماح لأي دولة أجنبية بأن تضع قواعدها العسكرية فوق أراضيها .

- تأييد حركات الإستقلال الوطني.

2 :  إلى جانب حركة عدم الانحياز ، شكلت دول العالم الثالث تكتلات إقليمية :

ومن أهم هذه التكتلات الإقليمية نذكر :

- مُنظمة الوحدة الإفريقية التي تأسست سنة 1963 وضمت دول القارة السوداء .

- منظمة المؤتمر الإسلامي التي تأسست سنة 1972 وشملت بلدان العالم الإسلامي.

- جامعة الدول العربية التي تأسست سنة 1945 بالقاهرة .

* طرحت هذه المنظمات والتكتلات الإقليمية  مجموعة من المبادئ والأهداف نذكر من بينها : 

 - المساواة في السيادة بين دول الأعضاء .

عدم التدخل في الشؤون الداخلية .

-  حل النزاعات بطرق سلمية وحصارية .

الإعتراف الكامل بحق الشعوب في تقرير مصيرها .

 مناهضة كل أشكال  الإستعمار  .

 تعزيز التعاون الإقتصادي والإجتماعي بين الدول الأعضاء ودعم السلم والأمن الدوليين.

خاثمة .

بالرغم من حصولها على الإستقلال، إلا أن دول العالم الثالث لا زالت تعاني من التبعية الإقتصادية للدول الإستعمارية والتخلف الإجتماعي .