مدخل الاستجابة .
فقه الأسرة .
رعاية الأطفال وحقوقهم .
المحور الأول : رعاية الأطفال في الإسلام .
1- مفهوم رعاية الأطفال .
الرعاية لغة : هي الحفظ والصيانة والحماية .
واصطلاحا: فهي عملية حفظ الأبناء وصيانتهم من كل ما يلحق بهم الأذى . وتوجيههم إلى الخير، وإبعادهم عن الشر، بما يُحقق نمو شخصية الطفل بشكل متوازن، ووفق منهج الإسلام ,قال عليه الصلاة السلام : " ما من مولود إلا ويولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه " .
2- خصائص الرعاية .
أسند الله سبحانه تعالى مهمة رعاية الأبناء إلى والديهم، بحكم الإستعداد الفطري الذي أودعه فيهم، فتوفير حقوق الأطفال وتحمل مسؤولية رعايتهم، نابعة من قدسية العلاقة الزوجية المبنية على الميثاق الغليظ، والمعاشرة الحسنة بين الزوجين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنَّ الله سائل كل راع عما استرعاه، أحفظ ذلك أم ضيع، حتى يسأل الرجل على أهل بيته " .
ومن خصائص رعاية الأطفال في الإسلام نذكر ما يلي :
- ضمان رعاية الطفل داخل الأسرة تحت إشراف الوالدين، وفي حالة وفاتهم يتولى الأقارب مسؤولية هذه الرعاية.
- أعطى الإسلام للطفل حق النسب، بحيث يمتلك قرابة ونسبا في إطار مشروعية الزواج .
- توفير الحاجيات الأساسية للطفل (الغذائية، الجسدية، النفسية )
- تربية الأطفال تربية حسنة وفق القيم الإسلامية النبيلة، حفاظا على الطفل من التشرد والإجرام .
المحور الثاني : حقوق الأطفال في الإسلام بين الأسرة والمجتمع .
أعطى الإسلام لكل ذي حق حقه ,فأولى عناية عظيمة بحقوق الأطفال ورعايتهم من جميع جوانب الحياة، ذلك ليعيش الطفل حياة كريمة، لأن الطفولة هي أساس بناء شخصية الطفل وصقلها، والتي سيحملها الإنسان معه طوال حياته، فمن الحقوق الأساسية التي كفلها الإسلام للطفل :
حق الحياة : كفل الإسلام للطفل حق الحياة وهو في رحم أمه، حيث حرم الإجهاض، وأقر حق الطفل في الحياة حتى وإن كان معاقا .
الحق في الإنتماء الأسري : الأسرة هي النواة المسؤولة عن رعاية الأبناء وهي محضن التوازن والإستقرار النفسي للطفل.
الحق في الصحة : من حق الطفل أن ينعم بصحة سليمة وآمنة، من حق الطفل أن يحيا في بيئة نظيفة وصحية .
الحق في المساواة : يتمتع الطفل بنفس حقوق الكبار، ويتساوى الذكر بالأنثى في المعاملات التي تصدر عن الآباء.
الحق المالي : للطفل حقوق مالية أوجبها الشرع له، ولنا في قصة عمر بن الخطاب مع الرضيع الذي كفل له حقا ماليا ما يدل على حماية الحقوق المالية للأطفال . وأيضا صيانة الإسلام لأموال اليتيم وحمايتها .
الحق التعليمي : للطفل حق في التعليم، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " حق الولد على والده أن يعلمه الكتابة، وأن يُحسن اسمه ".
المحور الثالث : المودة والرحمة والحوار أسس رعاية الأطفال وحفظ حقوقهم .
تنطوي العلاقة الناجحة مع الأطفال على مبادئ كامنة في إحترام شخصية الطفل وتقديرها، حيث يبذل الأباء جهدا في التواصل مع أبنائهم بحكمة ومودة، ولعل الحوار من أهم هذه الأسس، فلو تأملنا حوار يعقوب عليه السلام لولده يوسف، لتضح جليا رجاحة عقل يعقوب وحكمته في تعامله مع ابنه، ولك أن تتأمل كيف نقل يعقوب عليه السلام ابنه يوسف من تحذيره من كيد اخوته، إلى بشارة امتلاك تفسير الرؤى، وذلك ليشغل عقله بالمنن الربانية العظيمة .
وفي تعامل الرسول عليه السلام مع أبنائه وأحفاده ما يدل على أهمية المودة والرحمة والتواصل في رعاية الأطفال قال ثابت عن أنس رضي الله عنه قال " أخذ النبي إبراهيم فقبله وشمه " ,وقال عليه الصلاة والسلام في حديث آخر " أكرموا أولادكم وأحسنوا آدابهم " .
كيف نُسهم في رعاية الطفل وحماية حقوقه ؟
وذلك من خلال إحياء القيم السمحة التي تتأسس عليها الأسرة : كالمحبة والمودة بين الأبوين، والتي تنتقل للأبناء فتتضاءل بذلك فرص إهمالهم وانحرافهم .
تقديم المساعدة للطفل في وضعية صعبة : من باب المسؤولية الإجتماعية وسعيا لتحقيق الحماية له .
الإقبال على كفالة اليتيم : سواء بضمه إلى الأسرة أو تقديم الدعم المادي والمعنوي لأسرته .
إرسال تعليق