U3F1ZWV6ZTEyMzQ0NzU2Nzk1NjMyX0ZyZWU3Nzg4MTQwMDQ4MjU1

 


فقه الأسرة




فقه الأسرة.
مدخل الإستجابة .
 الأسرة نواة المجتمع . 



أولا : صلاح الأسرة أساس صلاح المجتمع .

الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع، وهي الركيزة الأساسية التي يقوم عليها صرحه المتين، وعلى مدى قوتها وتماسكها المستمدين من عقيدة الأمة الراسخة، تتوقف البنية الاجتماعية برمتها، في مناعتها وسلامتها وفعاليتها وقدرتها على الاستقرار والصمود والعطاء.


كلما كانت الأسرة صالحة، كان المجتمع بذلك صالحا، لأنها نواته الأولى وأساسُ بنائه، فهي بمثابة القلب للجسد، إذا صلح صلح الجسد كله، وإذا فسد فسد الجسد كله.


ومن هذا المنطلق يتجلى لنا بوضوح كيف اهتم الإسلام باصلاح الأسرة وصيانتها، وكيف دعى إلى إقامتها على أُسس عميقة وأركان متينة .



ثانيا : استقرار الأسرة " الشُّروط والمقومات " .

الأسرة لغة : هي الدرع الحصين، واصطلاحا : فهي رابطة تربط الرجل بالمرأة بعقد شرعي عن طريق الزواج، فتنتج عنه علاقة الأبوة والبنوة والأمومة، وهي روابط عائلية تصل الأسرة بالمجتمع .

الأسرة هي شراكة بين أطراف متعددة، وهذه الأطراف تتكون أساسا من الزوجين، ثم الأبناء . ولذلك ينبغي أن تتوفر في كل طرف من أطراف هذه الشراكة شروط ومقومات، حتى يكون طرفا إيجابيا مسهما في إصلاح المجتمع بدلا من إفساده .


الزوج 

أرشد الإسلام الرجل الى إختيار الزوجة الصالحة التي ستكون شريكة حياته وأم أولاده، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تُنكح المرأة لأربع لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك " [رواه البخاري].


الزوجة

خول الإسلام للمرأة كافة الصلاحيات في اختيار الزوج الصالح، فهي بيدها القبول أو الرفض لمن يتقدم لخطبتها، كما أرشدها ببعض المواصفات التي يجب أن تتوفر في شريك حياتها، قال رسول الله صلى الله عليه والسلام  " إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض " [رواه ابن ماجة] .


الأبناء

الأبناء هم هبة الله وأمانته لنا، وهم أنوار البيوت وفلذات أكبادنا، جعل الله للأبناء حقوق كثيرة على الوالدين، وحذر الله الوالدين من سوء التفريط في حقوق أبنائهم، قال الله سبحانه وتعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} . التحريم / 6 .

  ومن أهم هذه الحقوق نذكرُ ما يلي : 

 تأديب الأطفال بتعاليم الدين الحنيف وتربيتهم على قيم الإسلام السمحة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لأن يُؤدب أحدكم ولده خير له من أن يتصدق كل يوم بنصف صاع على المساكين " [رواه الترمذي] . حتى إذا نشأ الأبناء وكبروا صاروا ملزمين بالقيام بالحقوق تجاه والديهم وأهليهم وأقاربهم، ففي الحديث الشريف قال عليه الصلاة والسلام  " بروا أباءكم تبركم أبناؤكم وعفوا تعف نساؤكم "  [رواه الترمذي]، وقال صلى الله عليه وسلم أيضا : " إن لربك عليك حقا وإن لنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا "  [رواه البخاري].


هذه جملة من الشروط والمقومات الأساسية لإستقرار الأسرة المسلمة، وكلما كانت الأسرة مستقرة كان المجتمع أكثر استقرار لأنها جوهره ونواته . 


ثالثا : كيف نحصن الأسرة من الأنحلال والتفكك .

الأسرة سبيل لبقاء النوع الإنساني، وهي سبيل لحفظ العرض والنسب، ولذلك فالإسلام دعى إلى ضرورة حمايتها وصيانتها من كل ما من شأنه أن يؤثر عليها أو أن يؤدي إلى تفككها وانحلالها .

ولذلك كان من الضروري أن نلتزم ببعض التوجيهات للحفاظ عليها : 


- بأن نجتهد في تعلم أعمال البر والخير  التي دعانا إليها ربنا عز وجل، ونجتنب كل ما يؤدي أطراف هذه الأسرة من آباء وأبناء وعائلة .

- بأنَّ نكتسب خِصال الخير التي دعانا إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قصد تعزيز الثقة بين أطراف هذه الأسرة وتعميقِ مشاعر المودة والرحمة بين أطرافها .

- بأن نشكر الله تعالى على نعمة الأسرة التي حرم منها بعض الناس، وأن نتواصى بغية حمايتها والحفاظ عليها من كل ما يؤذيها ويساهم ف تفكيكها وانحلالها .




تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة