" اليابان قوة تجارية كبرى "
مقدمة .
يُعد اليابان من بين الدول التي تحظى بإقتصاد قوي، ويحتل بذلك المرتبة الثانية عالميا بعد الإقتصاد الأمريكي .
فماهي مظاهر وعوامل التِّجارة اليابانية ؟
وماهي التحديات التي تُواجه الإقتصاد الياباني ؟
أولا : مظاهر القوة التجارية لليابان .
يحتل اليابان إلى جانب الدول التجارية الكبرى ( الولايات المتحدة الأمريكية، الإتحاد الأوروبي، والصين ) المراتب الأولى عالميا من حيث قوته الإقتصادية، ويحقق بذلك فائضا مهما في ميزانه التجاري بحيث تفوق قيمة الصادرات قيمة الواردات .
ويتعامل اليابان تجاريا مع مُختلف دول العالم، وفي طليعة هذه الدول نجد الولايات المتحدة الأمريكية، دول الاتحاد الأوروبي وآسيا .
وتتشكل معظم الصادرات اليابانية من المنتجات الصناعية، في المقابل تتكون الواردات من مواد متنوعة يمكن تصنيفها إلى مجموعتين : مواد مصنعة، ومواد أولية طاقية ومعدنية وفلاحية.
ويحتل القطاع التجاري لليابان مكانة بارزة في الإقتصاد الياباني، حيث يساهم بثلثي الناتج الداخلي الخام .
ثانيا : عوامل القوة التجارية لليابان .
- ضخامة الإنتاج الصناعي : ويتميز هذا الإنتاج بتنوعه وجودته، بحيث يعد اليابان ثاني قوة صناعية في العالم ، ويتفوق عالميا في كثير من الصناعات منها : الأجهزة السمعية البصرية والإلكترونية، والمعلوماتية وصناعة السيارات، والسفن، والدراجات النارية.
- البنية التحتية : يمتلك اليابان شبكة حديثة من المواصلات وضمنها موانئ كبرى ( ميناء شيبا وناكويا )، ويتوفر كذلك على ثاني أكبر أسطول تجاري في العالم بعد اليونان .
- الإستثمارات الخارجية : يمتلك اليابان شركات عملاقة تستثمر أموالها في مختلف بلدان العالم، خاصةً في دول الإتحاد الأوربي، وأمريكا الشمالية، وآسيا .
وتلعب الشركات التجارية الكبرى في اليابان ( سوكوسوشا ) دورا مهما في تتبع ومراقبة الأسواق الخارجية، بهدف تسهيل عمليات التصدير والإستيراد، وعقد الصفقات التجارية، هذا بالإضافة إلى تمويل المؤسسات الإقتصادية اليابانية .
- يعيش اليابان بقرب مجموعة من بلدان جنوب شرق آسيا الآهلة بالسكان، وينفتح في الوقت نفسه على الولايات المتحدة الأمريكية، وأستراليا، وكندا، مما يسهل عملية التسويق الخارجي .
ثالثا : المشاكل والتَّحديات التي تُواجه الإقتصاد الياباني .
1- المشاكل الاقتصادية .
- ضعف الفلاحة اليابانية : تشكل الجبال الجزء الأكبر من مساحة اليابان، وبالتالي فالأراضي الزراعية تمثل نسبة ضعيفة من هذه الأراضي، مما يؤدي إلى نقص الإنتاج الفلاحي، ويجعل منها أول مُستورد للمنتوجات الفلاحية والغذائية في العالم .
- نقص حاد في مصادر الطاقة والمعادن : مما يدفع باليابان إلى استيرادها بكميات كبيرة من الخارج، بحيث يعد اليابان ثاني مستورد للبترول في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية .
- المنافسة الأجنبية : بعد اندلاع الأزمة الاقتصادية العالمية (1973 ) ارتفعت تكاليف الإنتاج ،وبالتالي أصبح اليابان يواجه منافسة خارجية قوية، مما أدى إلى تراجع بعض الصناعات المهمة كالصناعة الكيماوية، وصناعة الصلب، وصناعة النسيج، وبالتالي تناقص وتيرة النمو الإقتصادي الياباني.
- التباين الجهوي : يتمركز الثقل الإقتصادي في الشريط الساحلي الجنوبي الممتد من العاصمة طوكيو إلى مدينة ناكازاكي، والمعروف باسم الميغالوبوليس أو الحزام الصناعي . في المقابل فحركة التصنيع خارج هذا المجال ضعيفة جدا، بحيث لا تتعدى سوى بعض المراكز الثانوية المنعزلة .
2 - المشاكل الدِّيمغرافية والإجتماعية والبيئية .
انخفاض مُعدل التَّكاثُر الطبيعي في اليابان منذ القرن العشرين بحيث يُعزى ذلك لعدة عوامل نذكر منها : تأخر سن الزواج، ارتفاع تكاليف السكن وتربية الأبناء، ارتفاع نسب الطلاق، وتحرر المرأة .
ومما لا شك فيه بأن هذه العوامل ترتبت عنها جملة من المشاكل : ارتفاع نسبة الشيخوخة، تراجع سكان اليابان لأول مرة سنة 2005 . ولهذا فاليابان يواجه نقص في وجود اليد العاملة ويعاني من ارتفاع تكاليف الضمان الإجتماعي ورواتب التقاعد .
وتواجه الشركات اليابانية تضخم في الإنتاج، بسبب المنافسة الأجنبية، وبالتالي تعمل على خلق توازن بين العرض والطلب . ويترتب عن ذلك تقليص فرص الشغل وارتفاع نسبة البطالة .
وأمام كثافة التصنيع، تشكل الغازات الدفيئة وفي طليعتها غاز ثاني أكسيد الكربون أحد المشاكل المسببة لتلوث البيئة في اليابان، خاصة في المناطق الأكثر تصنيع .
- الكوارث الطبيعية : ويعد اليابان من أكثر دول العالم عرضة للزلازل والبراكين والفاياضانات، وقد اتخذ اليابان بعض الإجراءات التقنية للحد من خطورتها .
خاثمة .
رغم المشاكل والتحديات التي يواجهها اليابان، إلا انه يحافظ مع ذلك على مكانته الاقتصادية الثانية عالميا، والأولى على مستوى القارة الآسيوية.
إرسال تعليق