" الحركات الإستقلالية بالجزائر وتونس وليبيا "
تمهيد .
غاية الإستعمار الأولى والأخيرة هي تفكيك الدول العربية واستغلالها، وذلك ما حصل في الدول الثلاث : الجزائر تونس ليبيا غير ان الأمر مع طول مدته لم يستمر بحيث تُوجت هذه البلدان في الأخير بحصولها هذه على استقلالها بعد كفاح طويل ومرير مع الإحتلال .
أولا : الأوضاع التي شهدتها الجزائر تونس ليبيا في ظل الإستعمار .
في الجزائر تم استغلال جميع ثروات البلاد، وقمع ترشح الجزائريين لأي منصب ( مجلس البلديات )، وحتى الصحف تم التضييق عليها ومنعها من النشر .
سلطات الإستعمار الفرنسي ضيقت كذلك على المجال الإقتصادي في الجزائر وفرضت مجموعة من الضرائب المبالغ فيها على السكان، كما قامت باستغلالهم في العمل مقابل أجور زهيدة .
وفي ليبيا تم الإستيلاء على جميع الأراضي الخصبة وذات الجودة العالية، إما من خلال سلبها من ملاكها قسرا أو من خلال شراءها منهم إن هم رضو بأثمان زهيدة .
في تونس عمد الإستعمار إلى قمع كل التمردات و المظاهرات المناهضة له، وأكثر من ذلك فقد تم قتل عدد كبير من التونسيين، وإدخالهم السجن .
ثانيا : بروز الحركات الإستقلالية بالجزائر وتونس وليبيا .
تحت وطأة الظروف والأوضاع المأساوية التي عانت منها دول المغرب العربي الثلاث، تم تأسيس على إثر ذلك مجمووعة من الأحزاب داخل هذه البلدان، بهدف الدفاع عن سيادتها ورفضها الكامل لكل اشكال الإستعمار .
فحينما طالب الرئيس الأمريكي ويلسن بحق الشعوب في تقرير مصيرها، سيكون هذا الإعلان بمثابة انفراجة لهذه الدول المحتلة، والتي ستنطلق في سلك مسار التحرر من الإستعمار والإحتلال الذي تعاني منه .
بحيث ستم على سبيل المثال تأسيس الحزب الليبرالي الدستوري في تونس في 7 مارس 1920 وبالتالي ضخ الحياة من جديد في العمل الحزبي والسياسي في هذا البلد .
وهكذا ستنطلق مجموعة من الحركات الإستقلالية بالدول الثلات،
كما ستبرز مجموعة من الجمعيات والأحزاب المناهضة للإستعمار .
ففي ليبيا برزت الحركة السنوسية واتخذت على عاتقها مقاومة الإيطاليين واستمرت هاد المقاومة إلى نهاية الحرب العالمية الأولى، ومن بعد ذلك ستم تأسيس الحزب الوطني والذي سيرفع من سقف طموحه ومطالبه إلى المطالبة بالإستقلال بدل الإصلاح .
وفي تونس برز إلى جانب الحزب اليبرالي الدستوري حزب آخر وهو الحزب الدستوري الجديد سنة 1934، والذي كانت له جملة من المطالب والغايات ، من أبرزها مطالبته بالإستقلال .
بالنسبة للجزائر فقد لعبت جمعية علماء المسلمين ( 1931 ) بزعامة عبد الحميد بن باديس دورا محوريا في خلق وعي وروح جماعية لدى السكان .
وكذلك مجهودات جبهة التحرير الوطني( 1954) والتي سعت الى تحقيق الإستقلال، ليس من خلال نشر الوعي او المطالبة ببعض الإصلاحات كا جمعية نجم أفريقيا( 1926 ) ولكن من اعتماد أسلوب الكفاح المسلح .
ثالثا : الأساليب التي نهجتها الحركات الإستقلالية لتحقيق الإستقلال .
في الجزائر عقدت الأحزاب مجموعة من اللقاءات التفاعلية مع السكاان، ووزعت عليهم مجمووعة من الجرائد( كجريدة الشهاب ) بهدف خلق الوعيْ، كما دعت أيضا إلى مقاطعة السلع الفرنسي،ة ولكن منذ 1954 ستركز هذه الأحزاب على السلاح المسلح ( جبهة التحرير الوطني ) .
في تونس ستقوم الأحزاب بنشر الوعي وبعض أفكارها من خلال الإستعانة بنشر بعض الصحف، وستتجه من بعد ذلك إلى الكفاح المسلح من خلال تأسيسها لجيش التحرير التونسي .
اما بالنسبة لليبيا فلم يظهر العمل السياسي فيها إلا متأخرا ولذلك سيكون العمل المسلح هو الوسيلة الوحيدة التي ستتخدها في الدفاع عن مطالبها وتحقيق استقلال أراضيها .
رابعا : أهم التطورات التي شهدتها الجزائر تونس وليبيا قبل حصولها على الإستقلال .
مسلسل الكفاح السياسي والمسلح بهذه الدول الثلاث سيتوج في الأخير بحصولها على استقلاها ولكن ما هي أهم التطورات لي شهدتها هذه الدول قبل حصولها على الإستقلال .
في ليبيا ستتفق كل من إنجلترا وفرنسا وايطاليا على تقسيم ليبيا، وستم تقديم هذا المقترح أو المشروع لهيئة الأمم المتحدة 1949 .
ولكن بسبب ضغط الإحتجاجات والإشتباكات التي شهدتها ليبيا ازاء هذا القرار، سترفض هيئة الأمم المتحدة هذا المشروع، وأكثر من هذا قامت بإصدار قرار بتشكيل دولة مستقلة ذات سيادة تامة حصلت بموجبها ليبيا على الإستقلال في دجنبر 1952 .
في تونس اعترفت فرنسا بحقها في المشاركة في الحكم، ولذلك فهي منحتها الحكم الذاتي سنة 1954. ولكن لم يكن ذلك أمر كافي بالنسبة لتونس، والتي ستطالب تحت ضغط ومقاومة كبيرة للتونوسيين بالحصول على استقلالها ، وقد تم ذلك بحيث حصلت تونس على استقلالها سنة 1956 .
وفي الجزائر تمكنت جبه التحرير الوطني من خلال اصرارها ومقاومتها الباسلة ( العمل المسلح ) على تحقيق استقلالها 1962 ( اتفاقية ايفيان ) .
خاثمة .
بعد تحقيق الإستقلال وجدت الدول نفسها مجبرة على بناء الدولة المستقلة.
إرسال تعليق