تشملُ الحقوق في الإسلام حق الله، وحق الغير، وحق النفس، وما يُميزها أنها حق لله، فالإنسان ليس له حرية اختيار أداء هذه الحقوق أو تركها فهو ملزم بأدائها لأنها حق لله، وبالتالي فالإنسان محاسبٌ على التفريط فيها، إن لربك عليك حقا ولنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه .. ( قصة سلمانْ الفارسي ) .
إذا فالحقوق هي واجبات مفروضة على الإنسان وهي أمانات ومسؤليات، إذ يعدُ الوفاء بها هو واجب شرعي على كل مؤمن، وبالتالي فكل تقصير إزاء هذه الحقوق فهو موجب لعقاب الله .
ما هي الأمانة : الأمانة هي كل حق يُلزم الإنسان بتأديته وحفظه، سواء كان هذا الحق مال أو دين أو عرض .
الله سبحانه وتعالى خصَّنا بأمانات كثيرة، وهي من حقوقه، وكلفنا بأدائها، ولذلك يجب على الإنسان أن يلتزم بها، وأن يتحمل المسؤولية الكاملة في حفظها والوفاء بها، والوفاء قيمة انسانية وأخلاقية عظيمة، بها ( قيمة الوفاء ) تسودُ الثقة والمحبة بين الناس .
الوفاء بالأمانة وتحمل المسؤولية : وتعدد أنواعها .
تعدد الأمانات التي يلتزم الإنسان بالوفاء بها إلى :
الجوارح : جوارح الإنسان وحواسه وأعضاءه أمانة في يديه وهي أمانة ومسؤولية توجب عليه أن يحفظها، قال تعالى: ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾. سورة الإسراء، الآية: 36.
الأسرة: الأسرة أمانة ومسؤولية، فبها يصلح المجتمع، وبها يرزق الزوجان بذرية صالحة ومؤمنة، ولذلك فهي أمانة في عنق الزوجين وهما مسؤولين على تربيتها ورعايتها، قال عليه الصلاة والسلام " كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ».
الوديعة : وهي كل ما يأمنك الإنسان على حفظه والعناية به، وهي أمانة ومسؤولية، قال تعالى : ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾. سورة النساء، الآية: 58.
تجليات الوفاء بالأمانة .
من تجليات الوفاء بالأمانة نذكر ما يلي :
تجليات الوفاء بالمسؤولية .
المسؤولية هي الإلتزام بأوامر الله، وتجنب نواهيه ومن تجلياتها :
مسؤولية الانسان عن أقواله وأفعاله . قال تعالى : " ولتسئلن عما كنتم تعملون " .
مسؤولية الإنسان عن شكر النعم قال تعالى " ثم لتسئلن يومئد عن النعيم"
مسؤولية الانسان عن كسبه: عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه». رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح (٢).
مسؤولية الإنسان عن علاقته بالغير :حقوق الوالدين , حقوق الأطفال، حقوق الجيران .
كيف يمكنني استشعار حق الله وبالتالي حفظي للأمانات التي استودعني إياها وتحملي المسؤولية :
أولا: من خلال التفقه في الدين لأنه من خلال التفقه في الدين سأتمكن من التمييز بين الحلال والحرام وبين الحسن والقبيح .
إرسال تعليق